نون لايت

مات كووك: التكنولوجيا تخدم الصحافة ولكن المحتوى يأتي أولاً

في اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي:

مات كووك: جوجل دربت 94 ألف صحافي حول العالم منذ تأسيسها

تدريب 4000 صحافي من ستة بلدان عربية منها الإمارات خلال الأشهر القادمة

استعرض مات كووك، مدير «جوجل نيوز لاب»، الجهود التي تبذلها الشركة للمساهمة في تطوير الصحافة الرقمية ودعم عملية انتشار المعلومات حول العالم، فضلاً عن العمل مع مجموعة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين لاستكشاف مستقبل القطاع لا سيما في ظل ما يشهده من تطورات سريعة الوتيرة وذلك بهدف الاستمرار في تقديم خدمات تلبي مختلف متطلبات الجمهور وتدعم مفهوم «الصحافة الراقية».

أخبار ذات صلة

وأكد كووك الذي يحظى بخبرة عميقة في مجال الصحافة اكتسبها خلال عمله مع واحدة من المؤسسات الإعلامية العالمية، في جلسته التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من منتدى الإعلام العربي، أن جوجل تُعنىَ في المقام الأول بالمحتوى الصحافي أو ما يطلق عليه “القصة” فيما تأتي التكنولوجيا في الترتيب الثاني من ناحية الأهمية كونها عنصر دعم أساسي ومهم لمنظومة الصحافة الرقمية وليست الأساس في هذا المضمار.

وقامت جوجل خلال عمرها الذي يناهز 20 عاماً بالتعاون مع عدد كبير المؤسسات العاملة في مجال الإعلام والصحافة ونجحت في تطوير العديد من البرامج والتطبيقات التي تيسر مجالات العمل الصحافي وفي مقدمتها منصة «جوجل نيوز لاب» أو «مختبر الأخبار»، التي تزود الصحفيين بمصادر حول مختلف المجالات وذلك بهدف تحسين جودة الاخبار وموثوقيتها. وتوجت جهود الشركة بإطلاق «مبادرة الأخبار» التي تعكس قناعة جوجل الراسخة بأهمية تطوير سبل التعاون بين المؤسسات الصحافية ونظيراتها التكنولوجية لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في دعم الصحافة عموماً والشق الرقمي بشكل خاص.

وعن الجهود الرامية إلى دعم الصحافيين والناشرين، أوضح كووك أن جوجل بدأت منذ العام 1998 قامت بتدريب 94 ألف صحافي من مختلف أرجاء العالم، فضلاً عن توفير مركز تدريب رقمي يوفر مواد علمية باثنتي عشرة لغة تعرض أفضل الطرق والممارسات التي تخوّل الصحافي وغرف الاخبار على حد سواء من الاستفادة على النحو الأمثل من الأدوات والمنتجات التي توفرها الشركة في هذا الصدد.

وأقر كووك بوجود تحديات عدة تعيق تطور العمل الصحافي وتتطلب في ذات الوقت تعاوناً وثيقاً من كافة الأطراف المعنية للتغلب عليها، حيث تشير الإحصاءات أن الجمهور في 82% من دول العالم لا يثق في الإعلام وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للقطاع لاسيما أن المؤشرات تؤكد أن ثقة الجمهور واصلت التراجع بنسبة 43% في العام 2017، موضحاً أن هذه الوضع المتردي يعود في الأساس إلى انتشارما يعرف باسم الاستقطاب الأيديولوجي والتضليل الإعلامي بشكل كبير على الإنترنت خلال الآونة الأخيرة.

وفي ذات السياق ألقى كووك الضوء على جهود جوجل لمحاربة الاخبار الملفقة والكاذبة والشائعات والمتمثلة في تطوير البرامج القادرة على التحقق من مصداقية الخبر والمصدرمثل خاصية التحقق من الصور، وإضافة “علامات التحقق” على النصوص والمواد التي تم التحقق منها وثبوت صحتها. وتقديرا لأهمية الدور المنوط بغرف الاخبار، سعت جوجل إلى تيسير سبل التعاون بين غرف الأخبار المختلفة، ما حدا بالشركة إلى إطلاق “مشروع الثقة” الذي تعمل الشركة من خلاله وبالتعاون مع 75 مؤسسة إخبارية على تطوير ثمانية مؤشرات تساعد الجمهور على التمييز بين الصحافة الراقية والمحتوى الترويجي والمواد المضللة.

وأعرب كووك عن سعادته البالغة بالنجاحات التي حققها المشروع حيث قامت جوجل خلال الانتخابات البريطانية والفرنسية والألمانية بمساعدة وتدريب أكثر من 500 صحفي على التحقق من المحتوى عبر الإنترنت ما نتج عنه اكتشاف 269 قصة غير دقيقة.

وانطلاقاً من مبدأ احترام التنوّع واختلاف توجهات واهتمامات الجمهور، تسعى جوجل إلى دعم الصحافة الإقليمية والمحلية لمساعدتها على البقاء في مواجهة تيار «الإعلام العالمي» وذلك من خلال تدريب العاملين على مختلف فنون العمل الصحافي وتوفير التقنيات الرقمية الحديثة التي تعزز من مجمل منظومة الأداء لاسيما في ظل الاتهامات التي تطول المؤسسات الإعلامية المحلية بأنها قليلة الإمكانات والقدرات مقارنة بنظيراتها من المؤسسات العالمية.

وفيما يخص المنطقة العربية، تناول كووك مستقبل التعاون بين جوجل والمجتمع الصحافي في الشرق الأوسط منوهاً أن الشركة ستقوم خلال الفترة القادمة بتدريب 4000 صحافي في ستة بلدان عربية هي الإمارات ومصر والسعودية وتونس ولبنان والأردن، ومؤكداً أن التزام جوجل بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاع مستمر ولا يرتبط بوقت معين.

واختتم كووك بالتأكيد على سعى جوجل المتواصل للاضطلاع بدورها كعملاق تقني يهدف إلى المزج بين التكنولوجيا الحديثة والمنصات الإعلامية والصحافية لتيسير عملية تداول المعلومات وسهولة الوصول اليها حول العالم، لافتاً إلى ضرورة تقبل المؤسسات الإعلامية لفكرة التكامل بين التكنولوجيا والعمل الصحافي إذ ليس بالضرورة أن تحدث منافسة بين الطرفين.

يذكر أن منتدى الإعلام العربي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، وينظِّمه «نادي دبي للصحافة» بصفة سنوية.

ويهدف المنتدى إلى تحفيز الحوار البنّاء بين الإعلاميين العرب وتعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع، في حين يشجع المنتدى التواصل الإيجابي بين الإعلام العربي ونظيره العالمي لتوسيع دائرةالتعاون وتبادل الخبرات، علاوة على إيجاد الصيغ الداعمة لتطوير المُنتج الإعلامي العربي.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى