لطيفة بنت محمد: دبي للثقافة تطور المشهد الإبداعي بتوظيف التقنيات الرقمية
بنك دبي للفنون يعين على تأسيس سوق شفافة بلا وسطاء ومتاحة للمتداولين حول العالم
المبادرة تُشكِّل أول إطار تنظيمي حكومي على مستوى العالم لإدارة المعاملات المتعلِّقة بالمقتنيات الفنية والأصول الإبداعية
البنك يدعم الاستثمار في الأصول الفنية ويمكِّن المستثمرين من إدارة تعاملاتهم والتحكّم فيها بشكل متكامل
إصدار عُملة دبي الفنية المُشفّرة كبديل للنقود في المعاملات المتعلقة بالفنون باعتماد تقنية بلوك تشين
أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، أن توجهات دبي نحو ترسيخ ريادتها العالمية بأن تكون إنجازاتها اليوم هي ما قد يحققه العالم بعد عشر سنوات، يستدعي تضافر كافة الجهود ضمن مختلف المجالات لتبني أحدث الحلول التكنولوجية والمشاركة في تطويرها لضمان تحقيق هذا الهدف الطموح، بما في ذلك قطاع الفنون والثقافة الذي يشهد حالياً في دولة الإمارات نمواً قوياً مدفوعاً باهتمام الدولة وتشجيعها للإبداع في مختلف صوره وأشكاله.
ونوّهت سموها بأهمية توظيف الحلول التقنية الحديثة في دعم المجتمع الإبداعي ورفده بعوامل النمو والتطور بما يضمن استدامته، لافتةً إلى أهمية مبادرة «بنك دبي للفنون» التي أطلقتها «دبي للثقافة» كخطوة مهمة للتعرف على احتياجات المبدعين وتلبيتها بما يعود بالنفع على مجمل الحركة الثقافية والفنية.
وأضافت سموها: «تُمثل المبادرة امتداداً لاستراتيجية هيئة دبي للثقافة والفنون الرامية إلى تطوير المشهد الإبداعي في الإمارة عبر استكشاف السبل التي يمكن من خلالها توظيف التقنيات الرقمية في دعم المنظومة الفنية والثقافية، والمساهمة في تشكيل مستقبل العمل الإبداعي بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى تعزيز ريادة دبي وتفوقها بعشرة أعوام على نظيراتها اعتماداً على الفكر المبدع وبالاستفادة من الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم الآن».
وأشارت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن التطور والنمو المستمرين للمجتمع الفني والثقافي وتشابك مكوناته شكلت دافعاً قوياً إلى إطلاق دبي للثقافة مبادرة «بنك دبي للفنون» لتكون منصة تحفظ المحتوى الإبداعي وتيسر مشاركته بين جميع أعضاء هذا المجتمع المتنامي، وبين جمهور الفنون بصفة عامة، إضافة إلى دور تلك المنصة كنقطة انطلاق تتعاون من خلالها كافة الجهات المعنية بالحركة الفنية والثقافية في جهد مشترك مبدع يعيد صياغة علاقة التكنولوجيا بالفنون.
«دبي X 10»
وتأتي مبادرة «بنك دبي للفنون» استجابة لمبادرة «دبي X 10» الرامية إلى حفز مؤسسات حكومة دبي لتتقدم على نظيراتها في مختلف أرجاء العالم بعشر سنوات في جميع القطاعات، وجعل دبي مدينة المستقبل عبر إنجاز ما قد تنفذه مدن عالمية أخرى بعد 10 سنوات من الآن.
ويقدّم «بنك دبي للفنون» نموذجاً مبتكراً لإدارة المقتنيات الفنية لتكون بمثابة أصول قابلة للتداول على المنصات الالكترونية وذلك بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدام عملة دبي المشفرة الفنية الجديدة المعتمدة على تقنية «بلوك تشين»، والتي سوف تستخدم كبديل عن الأموال في مختلف التعاملات المرتبطة بالأعمال الفنية لتنتهي بذلك الطريقة التقليدية لبيع وشراء الأعمال الفنية التي طالما استخدمت على مدار عقود طويلة دون أن يطرأ عليها أي تغيير ما يجعل من المبادرة بداية لمرحلة جديدة من شأنها أن تسهم في ترسيخ دعائم الاقتصاد الإبداعي في دبي.
وتهدف «دبي للثقافة» من وراء المبادرة إلى تعزيز مكانة الإمارة كساحة فعالة للاقتصاد الإبداعي من خلال توفير عوامل جذب تقدم قيمة مضافة عالية للمبدعين وللمؤسسات المتخصصة لاسيما وأن المبادرة تُشكل أول إطار تنظيمي حكومي على مستوى العالم لتنظيم المعاملات المتعلقة بالممتلكات الفنية والأصول الإبداعية ما من شأنه أن يكون أساساً صلباً لسوق شفافة بلا وسطاء ومتاحة للمتداولين حول العالم، وعلاوة على ذلك سيسهم إصدار عملة دبي الفنية في سهولة تداول الأعمال الإبداعية كأصول استثمارية.
وسوف تُمكّن المبادرة الراغبين في الاستثمار في الأصول الفنية من إدارة تعاملاتهم والتحكم بها بشكل متكامل إذ يقدم «بنك دبي للفنون» نموذجاً مماثلاً للأنظمة البنكية يمكن من خلاله إدارة المعاملات الفنية بما يشمل سحب وإيداع المقتنيات، وفتح حسابات لإدارة المجموعات الفنية والاستثمار فيها، وبيع ونقل ملكية الأعمال الفنية مع إمكانية تجزئة الملكية إلى حصص وأسهم، فضلاً عن تقديم مجموعة متكاملة من خدمات التقييم والتثمين ما من شأنه استقطاب شرائح جديدة للدخول في هذا المجال الاستثماري الواعد والذي طالما كان حكراً على عدد قليل من المستثمرين.
في الوقت ذاته، ستقدم مبادرة «بنك دبي للفنون» دعماً كبيراً لأعضاء المجتمع الإبداعي في الإمارة ودافعاً لتحقيق المزيد من النمو في المجالات الإبداعية التي باتت محركًا مهماً لتحفيز النمو في المجال الاقتصادي العالمي خلال السنوات الأخيرة إذ ارتفعت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بفضل قدرتها على توفير فرص العمل، وإضافة مزيداً من القوة والتنوع للمنظومة الاقتصادية.