- أهم الأخبارالأخبار

كيف قضت مصر على أسطورة الجيش الذي لا يقهر؟

تمر اليوم الذكرى الـ 45 لانتصار القوات المسلحة المصرية في حرب 6 أكتوبر 1973، ضد الجيش الإسرائيلي، حيث نجح أبناء الشعب المصري في استعادة أرض الفيروز “سيناء” والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وبحسب المؤرخون، فإن حرب السادس من أكتوبر هي الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكن أبناء الجيش المصري من قلب موازين القوى العالمية في ستة ساعات فقط.

ويقول المؤرخون أن القيادتان المصرية والسورية كان يستهدفان شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان اللتين احتلتهما إسرائيل عام 1967، من خلال مهاجمة العدو الصهيوني على جبهتين في هجوم واحد ومفاجئ، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية، وذلك في يوم السادس من أكتوبر والذي وافق عيد الغفران اليهودي.

ويضيف المؤرخون أن القوات السورية شنت هجوماً عنيفاً على قوات الاحتلال الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، فيما شنت القوات المصرية التحصينات الإسرائيلية الاتواجدة على طول قناة السويس وشبه جزيرة سيناء.

ومن خلال الضربة المفاجئة في يوم السادس من أكتوبر، والتي انطلقت تحديداً في تمام الساعة الثانية ظهراً بتوقيت القاهرة، تحققت أهدافها، وتمكنت القوات المصرية من التوغل 20 كم شرق قناة السويس، بالتزامن مع دخول القوات السورية في عمق هضبة الجولان.

وأوضح المؤرخون أن الجيش المصري بدأ الحرب بإنطلاقة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة نجحت في عبور قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي فى وقت واحد، حيث استهدفت تلك الضربة محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

وأضاف أنه وعقب خمس دقائق فقط، شنت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية ارض قصفاً مركزاً لمدة 53 دقيقة كاملة كتمهيد نيراني من أقوي العمليات التمهيدية في التاريخ.

عقب ذلك، بدأت عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس، لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي علي الضفة الشرقية للقناة.

وفي تمام الساعة الثانية وعشرين دقيقة، أتمت المدفعية القصف الأولي لمدة 15 دقيقة، وفي توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولي من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية.

ومع تدفق موجات العبور بفاصل 15 دقيقة لكل موجة وحتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري.

وبالتزامن مع عملية عبور المشاه لقناة السويس، كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في خط بارليف الترابي.

وفي ساعات الليل، تمت عملية العبور حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.

ونجحت القوات المصرية والسورية في تحقيق الانتصار، ويتضمن:

1- اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة.

2- أوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية.

3- منع القوات السرائلية من استخدام أنابيب النابالم.

4- تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر في مرتفعات الجولان وسيناء.

5- إجبار الجيش الاسرائيلي على التخلي عن العديد من أهدافها مع سوريا و مصر.

6- استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، والقنيطرة في سوريا.

وأضاف المؤرخون، أنه ومع نهاية الحرب، تمكن الجيش الإسرائيلي من فتح ثغرة “الدفرسوار”، حيث تمكن خلالها من العبور للضفة الغربية للقناة، وحصار الجيش الثالث الميداني، إلا أنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية.

وأشار المؤرخون إلى أن الولايات المتحدة اضطرت للدخول في الحرب مباشرة، في محاولة منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لحليفتها الصغرى، حيث تدخلت – في اليوم الرابع للحرب – عن طريق تشكيل جسري جوي لنقل الجنود والسلاح، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.

ويضيف أن خسائر الجيش المصري في الحرب بلغت “5 طائرات ، 20 دبابة ، 280 شهيد ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات، و 2 % في الدبابات، و3 % في الرجال”، مشيرين إلى أنها خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التي اشتركت في القتال.

على الجانب الآخر، بلغت خسائر العدو الإسرائيلي “25 طائرة، و 120 دبابة، والمئات من القتلى مع خسارة المعارك التي خاضها، وسقوط خط بارليف”.

عقب ذلك، توسط وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بين الجانب المصري والإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتوقيع هدنة لا تزال سارية بين سوريا وإسرائيل.

وفيما بعد، بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979.

وفي 31 مايو عام 1974، تم توقيع اتفاقية فك الاشتباك، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

واستردت مصر سيادتها كاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واستردت سوريا جزء من مرتفعات الجولان، ومهدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978، وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

زر الذهاب إلى الأعلى