نون والقلم

كان حلماً.. فتحقق

في مطلع العام 2010، وفي خضم الأزمة المالية العالمية ومشهد التشاؤم الذي كان سائداً في المنطقة والعالم آنذاك، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في أحد لقاءاته مع الإعلاميين هدفاً جديداً لدبي. كان الهدف الاول 15 مليون سائح في 2015.. وكان الثاني 20 مليون سائح في 2020.
آنذاك، نظرنا إلى بعضنا بعضاً، وعلامات الاستغراب على وجوهنا.. إنه رقم ضخم وهدف كبير، فعدد السياح والزوار الذين استقبلتهم دبي في العام السابق، هو 7.6 مليون سائح، وسموه يريد مضاعفة هذا الرقم إلى 15 مليوناً، وأوضاع المنطقة والاقتصادات العالمية في أسوأ أيامها، ومثل هذا الرقم لا تحققه إلا مدن صاحبة تجربة ناضجة في صناعة السياحة.
الهدف المذكور يعني أيضاً تجهيزات ضخمة في البنية الأساسية والفندقية والتسوق والعمليات اللوجستية والبرامج السياحية والأحداث والأنشطة المستقطبة للسياح والزوار. يعني أيضاً إنفاق ضخم في الترويج والتسويق والبيع ليصبح منتجك السياحي منافساً جذاباً أمام قائمة «طويلة عريضة» من المقاصد العالمية.
بعد نحو السنوات الخمس من وضع الهدف ماذا تحقق؟ تحقق الكثير الكثير، فقد استطاعت دبي أن تستقطب 14.2 مليون، أي أنها اقتربت كثيراً من هدفها الذي حدده الشيخ محمد بن راشد، بل يمكن القول إن دبي حققت هدفها وتخطته، إذا أخذنا في الاعتبار التالي:
أولاً: الأحداث الاقتصادية التي ضربت روسيا وأثرت في «الروبل».
ثانياً: تباطؤ اقتصاد أوروبا والمستمر منذ أزمة المال الذي أضر باليورو وأفقده 25%، ما أضعف قدرة الأوروبيين على السفر.
ثالثاً: الأوضاع «الجيو سياسية» غير الُمسرة التي تمر بها دول الشرق الأوسط، إضافة إلى النفط وانهياراته.
مع كل هذه العقبات استطاعت دبي التألق بقطاعها السياحي، مستمرة في برامجها لتحقيق أهدافها ولتصل إلى المركز ال 13 بين مدن العالم، والأولى عربياً وأوسطياً، لتتفوق على روما وبرشلونة ولوس أنجلوس وبرلين، ومعها القاهرة وبيروت ومراكش وغيرها.
إنه إنجاز عربي على درجة كبيرة من التميز يحسب لدولة الإمارات التي باتت اللاعب السياحي الأول في المنطقة ب18 مليوناً، ويحسب في المقام الأول للشيخ محمد بن راشد، صاحب رؤية ونظرية «أن لا شيء مستحيلاً أمام أبناء الإمارات للوصول إلى العلا»، وأن «الرقم واحد هو الهدف»، فحققه في مجالات عدة كانت السياحية بينها، بعدما «آمن وعمل» منذ مطلع الألفية على إيجاد منتج سياحي إماراتي خليجي عربي كان حلماً ومستحيلاً قبل عقدين من الزمن، فأصبح واقعاً عالمياً ينظر إليه الجميع باحترام وتقدير وعشق.
فشكراً محمد بن راشد، وشكراً للمسؤولين عن «أمن وأمان» دولة الإمارات.

زر الذهاب إلى الأعلى