نون والقلم

فريهان طايع تكتب: هل من مُغيث؟!

أفكر في الذهاب لأي دولة عربية، فلم أجد دولة كي أزورها، دولنا العربية كلها تصرخ: هل من مغيث؟
انقلب كل شئ في لمح البصر، في سنوات قليلة غاب الاستقرار كنا سابقا نتحسر على فلسطين الآن احترنا على من ومن سنتحسر على فلسطين بلاد الأنبياء بلاد القدس؟ على أطفالها أطفال الحجارة ؟على شبابها الذين ماتوا رغم أنهم لازالوا أحياء؟
بينما أتجول بين الدول في ذاكرتي تجاوزت فلسطين لأذهب للعراق بلاد الرافدين فأوجعني كثيرا حال شبابها وحال العراق التي تصرخ و تصرخ و صرخت ولم يكون صوتها مسموع كان معدوم إلى أن دمروها.. هل من مغيث ؟
بعد الحروب و الدمار في فلسطين والعراق وأفغانستان جاء الربيع و أسموه بالربيع العربي لكنه خريف أسقط كل الأوراق وشتاء هبت عاصفته القوية وزلزلت أمن الأوطان.. سألت فيهم عن بلاد الشام وليبيا و اليمن سألتهم عن حالهم فلم يجيبوا ثم سألتهم وسألتهم فأجابوا بمرارة.. أجابت سورية انا بلاد الشام انا بلاد الجامع الأموي.. أنا بلاد الجامع والكنيسة أنا بلاد المسيحية والإسلام كل ذنبي أنني جميلة وغنية ولي حضارة و أنني صرت أشكل خطرا هل فهمتم قصتي و عنواني أنا الذي تشرد أهلي ودفنت أطفالي أنا الذي سرقوا مني الياسمين ليستبدلوه بالدماء أنا التي أرضي أصبحت أرض الجهاد لكن أي جهاد جهاد الدواعش الجاهلين
انتقلت منها لأذهب لليمن سألتها فلم تجب ثم صرخت أنا اليمن حالي تجاوز كل الحدود لم أجد شئ لأعطيه لشعبي غير أوراق الشجر سجل يا تاريخ أنا اليمن بلاد المجاعة في القرن 21 ما ذنبي كل ذنبي أني اليمن شكلت خطرا فاختاروا لي مصير يعدمني و يعدم مستقبل أجيال على أرضي أنا اليمن هل عرفتم قصتي وأي قصة هاته أبكت الحجر ولم تبك البشر أنا اليمن لن تقدر أن تميز بين شعبي والهياكل العظمية أنا اليمن أصبح شعبي أشباح ولم تشهد ألمي غير الأشجار التي أعطتنا كل أوراقها وبكت حالنا لأنها عاجزة عن سد الجوع في بلادنا أنا اليمن بلاد صنعاء أنا مهد الحضارات لكنني اليوم أصبحت مقبرة للأحلام وحتى الكرامة تركتها وهي عاجزة لم أجد ما أقوله لها أو ما أوسايها به
في آخر المطاف نظرت لليبيا التي أصبح شبابها يهاجرون خلسة التي أصبحت مثل الصحراء
بعد كل هاته الجولة التي تجولتها داخل الدول في ذاكرتي لم أجد مكان لأذهب إليه غير جزيرة بعيدة عن كل هذا الظلم والحروب جزيرة فيها السلام و الهدوء تكون صامتة فلا أسمع أوجاعها وأنينها أو صراخها تكون حلم مثل الجنة بعيدة عن واقعنا ودولنا بأكملها التي حلت فيها الفوضى والدمار والتي هز صراخها العالم و أبكى الحجر ولم يبك البشر العاجزون حتى اليوم عن معرفة السلام و العيش به.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى