
فريهان طايع تكتب: الانفصال أرقى من خيانة الشريك
خيانة المرأة بالنسبة لي تُعد جريمة يصعب غفرانها، ولا يمكن تبريرها بأي عذر أو سبب كان. فالمرأة تمثل رمزًا للعِفة، الأخلاق، القيم، والأصالة. هي مرآة السمعة قبل أن تكون أي شيء آخر، وتتحمل رسالة نبيلة في الحياة ليست لأنها ضعيفة، بل لأنها قوية وقادرة على التأثير. المرأة تبقى العمود الأساسي في المجتمع بكونها الأم، الأخت، الزوجة، والشريكة، وهذا يجعل سمعتها مسؤوليتها الأولى.
في منزل والديها، تمثل المرأة سمعتهم، وعندما تتزوج تصبح سمعة بيت زوجها، وحتى في حالات الطلاق أو التَرَمُّل تظل سمعتها ترافقها. دورها يتجلى في الدفاع عن كرامتها وعفتها بشجاعة، متحدية أي إغراءات قد تسيء إلى شخصها أو قيمها. المرأة القوية هي من تستطيع الحفاظ على مبدأها، وتثبت أنها إنسانة محترمة عصية على الانكسار أو الوقوع في الفخاخ السهلة.
وعلى الجانب الآخر، لا أكن أي احترام لرجل يعتدي على حرمة رجل آخر بعلاقته مع امرأة متزوجة. هذا ليس بشخص سوي أو صاحب مروءة، فكيف له أن يغض الطرف عن وضع نفسه مكان الطرف الآخر؟ ما يزرعه الإنسان من أفعال سيرده الزمن عليه.
هناك حالات مأساوية تُرى اليوم، حين تخدع امرأة زوجًا أعطاها اسمه وشرفه وسمعته، فقط من أجل شخص لا يستحق أن يُطلق عليه رجل. الرجولة الحق تعني الشهامة والإباء، ولا يمكن لرجل شهم أن يرتضي هذه المهانة لنفسه أو لغيره.
الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة أصبحت أشبه بموضة تنتشر في المجتمع، مع قصص عديدة نسمعها خصوصًا على برامج مثل برنامج الإعلامي أسامة منير. بعض النساء اللواتي يخنَّ أزواجهن يبررن ذلك بعدم إيجاد الاهتمام أو الحب مع الشريك، أو شعورهن بالإهمال والتجاهل، مدعيات أنهن وجدن التعويض لدى شخص آخر. ومع ذلك، لا يرغبن بالمخاطرة بتفكيك أسرهن.
لكن الحقيقة تبقى واضحة: الخيانة ليست علامة قوة بل دليل ضعف. المرأة القوية لا تخون. لأنها حين تفعل فهي تخون ضميرها ومبادئها وأسرتها قبل أن تخون شريكها. وبهذا الفعل تفقد كل قيمة أخلاقية وتصبح أقرب إلى الوهم الذي لا أساس له. الخيانة ليست فقط بالعلاقات المباشرة بل حتى بفكرة أو رسالة قد تبدو عابرة.
إذا كنتِ لا تجدين الراحة أو الاحترام مع زوجك ولم يكن شريكًا مستحقًا، فالطريق الأنبل والأشرف هو الانفصال الواضح. هذا القرار سيكون أكثر شرفًا واحتراما من الانزلاق إلى هاوية الخيانة التي لا تجلب إلا الدمار للنفس وللأسرة كلها.