نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: لا لترامب

لا.. وألف لا يا سيد ترامب.. ربما تكون الحاكم بأمرك في البيت الأبيض.. والآمر الناهي في شئون شعبك.. لكن أبدا لن تكون كذلك خارج حدود أرضك.. أو على شعب غير شعبك.. كل ما قلته من تصريحات عقب لقائك بمجرم الحرب نتنياهو مردود عليه.. وكل ما تحدثت عنه من سيناريوهات لن تكون سوى مجرد أوهام من وحي خيالك.

لا يا سيد ترامب.. لن يغادر الفلسطينيون غزه أو الضفة، وإنما سيغادر الإسرائيليون الأرض المحتلة.. نعم هذا هو الواقع الموجود على الأرض بعيدا عن الأوهام التي تسيطر على تفكيرك.. الواقع يقول إن 82 ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل في 2024 بارتفاع 50% عن عام 2023 طبقا للأرقام التي أعلنها مركز أبحاث الكنيست.

ليس هذا فحسب.. بل إن معدل نمو السكان انخفض من 1.6 عام 2023 إلى 1.1 في العام المنقضي 2024، كل هذا بسبب الحرب وتردى الوضع الأمني.. في المقابل عادت قوافل شعب غزه الأبي الصامد إلى الشمال في مشهد يشبه الطوفان.. عادوا إلى ديارهم التي دمرتها آلة الحرب.. عادوا بعزيمه وإصرار على البقاء في الأرض والدفاع عن الوطن.

لا يا سيد ترامب.. لن يترك أهل غزه الأرض والوطن.. فأنت لا تعرف هذا الشعب الصامد.. فعندما تقول إن الفلسطينيين سيودون مغادرة غزه فأنت واهم ولا تعرف هذا الشعب.

لا يا سيد ترامب.. ليس صحيحا أنه لا بديل أمام الفلسطينيين غير مغادرة غزه.. بل إن الصحيح أنه لا بديل أمام الفلسطينيين إلا البقاء في غزه، لأنهم ببساطه لو خرجوا منها فلن يعودوا إليها.

لا يا سيد ترامب.. إذا كنت ترى أن قطاع غزه موقع للهدم فإن أهل القطاع يرونه موقع للبناء.. موقع لكتابة الأمجاد.. موقع لكتابة صفحه جديده من الصمود أمام السفاحين من قتلة الأطفال ومصاصي الدماء.

لا يا سيد ترامب إذا كنت ترى أن فى التهجير أرضا جميله فإن أهل غزه لا يرون الجمال إلى فى أرضهم ووطنهم.

لا يا سيد ترامب.. أنت لم تقرأ التاريخ جيدا.. تهجير شعب بأكمله من أرضه ووطنه هو أمر ليس بهذه البساطه.

لا يا سيد ترامب أنت كاذب عندما تقول أنك تريد السلام فى المنطقه.. لأن السلام لن يتحقق إلا بالعدل وما تتحدث عنه اليوم هو الظلم والقهر والطغيان وستكون النتيجه الطبيعيه لذلك مزيدا من الدماء والدمار.

لا يا سيد ترامب.. أنت كاذب وتعلم أنك تكذب عندما تقول أنك تستحق جائزة نوبل للسلام.. فأنت داعيه للحرب والتهجير والإباده والإستيطان وتستحق جائزة الشيطان الأكبر.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى