نون لايت

 فاطمة آل نهيان: التسامح.. شجرة إماراتية رعاها «زايد» أصلها ثابت   

 نون عجمان – محمود علام    

أخبار ذات صلة
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم عجمان سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين أهمية تأصيل مفهوم التسامح كقيمة دينية وإنسانية تشكل قاعدة للعلاقات بين البشر والأمم على امتداد الكرة الأرضية .

وقالت خلال الأمسية الرمضانية التي استضافتها سموها الليلة الماضية في مجلسها في قصر الصفيا: إن التسامح في دولة الإمارات هو قيمة أصيلة وعريقة وممتدة كشجرة جذورها في أرضنا منذ عصور ورعاها في حياته وسقاها بكرمه وأصالته مؤسس دولتنا وباني نهضتها  المغفور له الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه فأصبحت شجرة للخير أصلها ثابت وفروعها في السماء.

وضمت الأمسية حضورا متميزا لشخصيات نسائية رفيعة المستوى بحضور الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي والشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان حرم الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة والشيخة خولة بنت خالد بن زايد بن صقر آل نهيان حرم الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة التخطيط والبلدية في إمارة عجمان، وعدد من الوزيرات وعضوات المجلس الوطني الاتحادي وقرينات أعضاء السلك الدبلوماسي من السفراء والقناصل،

والكاتبة الصحفية فضيلة المعيني نائب رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية وجمع كبير من السيدات.

واستضاف المجلس الرمضاني لسمو الشيخة فاطمة بنت زايد إل نهيان  فضيلة الشيخ الدكتور عزيز فرحان العنزي عضو مجلس أمناء الجامعة القاسمية  وأستاذ الفقه المقارن في جامعة الشارقة وعضو اللجنة الدائمة للفتوى ومقدم برنامج فتاوى على قناة الشارقة الفضائية حيث قدم محاضرة بعنوان «صناعة التسامح» استهلها بالتأكيد على قيمة التسامح التي اعتنى بها الإسلام  وورد ذكرها على مستوى الفرد والإنسان والأمم في نصوص عدة في كتاب الله وسنة رسوله.

«قمة التسامح فتح مكة وقصة يوسف»

وعرض المحاضر في حديثه قصة سيدنا يوسف التي قال عنها إنها كانت أنموذجا رائعا في التسامح بعد ما تعرض له سيدنا يوسف على أيدي إخوته حين القوه في الجب وتركوه للسابلة الذين باعوه في سوق النخاسة ثم توالت عليه الأحداث الجسام إلى أن أصبح عزيز مصر وكيف التقى بإخوته ثم كشف الستار و رفع الغطاء عن أخيه وقد من الله عليهما باللقاء بعد فراق ليصل إلى مشهد هو الأجمل في تفسير مفهوم التسامح حين رأى من أساءوا إليه فقال لهم : لا تثريب عليكم اليوم .

كما توقف المحاضر أمام حدث من أهم أحداث التاريخ الإسلامي وهو فتح مكة وعنه قال : لقد عانى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين حاصره أهل مكة ومارسوا عليه أقسى أنواع العذاب والقسوة ولما اعزه الله في 20 رمضان وفتح له مكة جيء بالقوم مسلسلين ينتظرون الحكم العادل فقال  لهم رسولنا الكريم : ما تظنون أني فاعل بكم قالوا كريم ابن كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء لتكون هذه العبارة قمة التسامح التي تؤكد انه لو كان العفو إنسانا لكان محمد بن عبدالله هو رمزه الأوحد في كل العصور.

كما استشهد المحاضر بمواقف من حياة صحابة رسول الله كان من بينها موقف ابو بكر الصديق حين خيم الحزن على بيت الرسول وعلى جميع بيوت المسلمين عند واقعة الإفك والطعن في الأعراض وكان في بيت أبي بكر غلام يربيه و ينفق عليه وقع ضحية الانسياق لهذا الافك من المنافقين فقرر أن يقطع عنه الإنفاق فأنزل الله قوله «ولا يأتي ذو الفضل والله غفور رحيم» فرفع ابوبكر  يده وقال بلى ياربي بلى ياربي وأعاد إليه النفقة وصفح عنه وسامحه.

ومن سيرة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي يمثل ركنا قويا في تاريخ الدولة الإسلامية روى الدكتور حكاية رجل من المؤلفة قلوبهم دخل مجلس أمير المؤمنين فلم يسلم عليه بل قال له اتق الله فخاف عمر وانتفض.

وأشار المحاضر إلى  أن مسألة التسامح أخذت بعدا مع غير المسلمين ومساحة واسعة تبروهم دليل على أن أهل الإسلام يتسامحون مع الآخرين مجتمع المدينة كان فيه إشكال من الأعراب والمنافقين و كان النبي يتسامح معهم.

من هدي النبوة

وحول مسألة التسامح مع غير المسلمين قال المحاضر : لقد أخذت  مساحة واسعة في زمن النبوة وكانت دليلا على أن أهل الإسلام يتسامحون مع الآخرين حيث كان مجتمع المدينة يضم  أشكالا من الأعراب والمنافقين وكان الرسول الكريم يتسامح معهم.

ويحث  القلوب بالأحاديث تبيانا لعظمة التسامح مع الآخرين وعلى صلة الرحم التي نرى في هذا العصر غياب التسامح عن هذا الأمر فالناس قديما كانوا يصلون أرحامهم ولا يفرطون فيها.

وأكد المحاضر في حديثه أن حياة الرسول تمثل النموذج الأمثل في التعامل مع زوجاته ومع أصحابه وحتى مع أعدائه ومع المنافقين رغم انه لو أشار بأصبعه لهب الصحابة لنصرته لكنه كان متسامحا لأن التسامح  فعل الأكارم و فعل النفوس الشفافة وهو مسلك نبوي جعل  التسامح سببا في الصفح عن من حاول قتله.

وأضاف المحاضر : كما كان التسامح نهج الصحابة فعندما أسلم ابو ذر وهو الذي ينتمي إلى قبيلة معروفة بشراسة طباع أفرادها سب يوما غلاما وعيره بلون بشرته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنك امرؤ فيك جاهلية فوضع خده على التراب وقال لغلامه ضع قدمك على خدي.

وفي تأكيده لمعنى التسامح قال الدكتور  العنزي  :  التسامح في واقع الأمر لا يعني الانهزام ولا التنازل ولا المذلة ولا الضعف كما انه بالتسامح تلين القلوب القاسية وتتلاحم النفوس وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة «لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» وبالتسامح نعطي صورة طيبة عن الإسلام الذي شوهته الجماعات الإرهابية في عصرنا الراهن.

وأكد المحاضر أن التسامح صناعة ويجب أن بخلقه الإنسان في نفسه حين يتبنى هذا المنهج في حياته وفي كافة تعاملاته.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى