عمرو عبد السميع يكتب: السيسي منفردا
لا أشارك الذين ينظرون إلى دخول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الساحة الانتخابية الرئاسية كمرشح وحيد، أو إلى دخوله هذه الساحة مع مرشح آخر ربما لا يعرفه معظم الناخبين، على أنه عيب أو خطأ أو عورة أو خطيئة، أو أنه لا يليق بالرئيس أو لا يليق بمصر، لأن هذه الانتخابات ليس فيها جدل خلافى حول قضية أو حول قرار، مصر شبعت فى السنوات التى مهدت لعملية يناير 2011 أو خلالها وبعدها من افتعال الخلاف والصراع، والتشابك بالأيدى والجعير بعلو الصوت حول قضايا اخترعها لنا آخرون وقالوا إنها «الديمقراطية» ثم ثبت أن جوهر هاتيك الخناقة الوهمية هو الدفع بما يُسمى قوى الإسلام المعتدل إلى الحكم كما تريد الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الغرب، وثبت أن ما تعنيه هو «الإخوان المسلمين» بمشروعهم التفريطى غير الوطني، الطائفي، الإرهابي، المتخلف، الرجعي.. هذا هو المشروع الوحيد الذى انحصرت مواجهة الشعب المصرى بقيادة جيشه الجسور ضده، مهما تسمى هذا المشروع أو تلون أو تزوق، وبالتالى فإن الوقوف فى وجه هذا المشروع هى اصطفاف وطنى مع السيسى والجيش، ولا داعى بعد ذلك إلى اللغط واللجاج وخلط الأوراق ومحاولة إسباغ صبغة خلاف سياسى على أية منافسة انتخابية، فنحن ـ بالعربى مع مشروع الرئيس والجيش للنهوض بهذا البلد، ونحن ـ أيضا ـ ضد الإخوان المسلمين وقوى الجمود والتخلف والرجعية، ووصلنا فى خلافنا معهم إلى الحرب شبه النظامية أو النظامية، ولا معنى مع ذلك ـ للمحاولات المستميتة للتجميل والتنكر.. الناس فى مصر فهموا المواجهة مع الإخوان على هذا النحو، وفهموا أيضا ضرورة كنس العملاء وبقايا المتدربين، وبلطجية المولوتوف وقاذفى الحجارة، ونشطاء اللغو البيانى وأراجوزات التوك شو على أنهم قوى ضد التغيير وضد مشروع البلد للنهضة.. يعنى شعب بأسره ضدهم، فما هو معنى أو ضرورة الدفع بمرشح أو أكثر ضد مشروع الوطن الذى هو مشروع السيسى والجيش لمجرد إثبات أننا «ديمقراطيون» وأننا ننهج ما يعتبره البعض يليق بمصر أو ما يرونه ـ على ذوقهم ـ يليق بالرئيس.