عذابات الروهينغا
أعلم أنّ غالبية الصور القادمة من (ميانمار) ليست من هناك ..ولكنّ ذلك لا يعني أن ما يحدث للمسلمين الروهينغا ليس تمييزاً عنصرياً ؛ ولا يعني أنهم لا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ؛ ولا يعني أنهم لا يعاملون أقلّ من الحيوانات بدرجات ..!
لا يعني إذا تعاطف معهم (أردوغان) فيجب ألاّ نتعاطف معهم ..وإذا بكى عليهم (الإخوان المسلمون) فيجب أن نجفف دموعنا لأنه لا يجوز أن نلتقي معهم في دمعة ..!
ما يحدث هناك خارج عن السيطرة و العقل ..وما يصل من أنباء يؤكّد أن السلطات الحاكمة ليست إلا حكومة تمارس جرائم الحرب بلا رادعٍ ..و تقتل و تعذب و تهجّر وتجوع تحاصر و تفعل الأفاعيل التي من شأنها أن تصل حد التوحش و اللامعقول ..!
مسلمو الروهينغا لا ذنب لهم بما جلبه البريطانيون لهم وعليهم قبل عشرات السنوات ..فالمستعمر خراب حيث حلّ وارتحل ولا يجوز أن يدفع المغلوبون على أمرهم ثمن ما ارتكبه الاحتلال ومن بعدها رحل ..!
ما يحدث الآن؛ يوجب انتفاضة للضمير العربي والإسلامي والإنساني ..حتى لو كان الروهينغيون ليسوا مسلمين ..فنحن ضد الظلم حيث كان ..ضد الإبادة الجماعية ..ضد الاضطهاد ..ضد من يريدون أن يجعلوا من الانسان (عبداً) لأطماعهم و شهواتهم ..!
سيبقى الانسانُ في هذا الكون يتعذّب طالما هناك بشرٌ ليسوا ببشر ..طالما هناك من يعتقدون أنهم أفضل من الآخرين ..طالما بقيت العدالة الاجتماعية غائبة عن أنظمتنا والقتل والتهجير والاقصاء هي سلاح من بيده القوة والسلطة ..!
نحن معذبون في الأرض ..ولا يمكن إلا أن نكون مع المعذّبين أمثالنا و أشباهنا ..وسيظل أطفال الروهينغا يغرزون أصابعهم في عيون العدالة العالمية وفي عيون الكاذبين المدّعين من الذين يتفرّغون لتصنيف ما يحدث في ميا نمار هل هو إبادة عرقية أم إبادة دينيّة دون الالتفات أن (الإبادة) حاصلة في الحالتين ..!
يا لعذابات الروهينقا التي لا تنتهي تحت سمع وبصر العالم ..!!
كونوا مع انسانيتكم فقط ..دون تصنيفات و اسقاطات سياسية ..كونوا مع الانسان فقط ..!
