نون والقلم

عبد العظيم الباسل يكتب: المرأة والرئيس

لا ينكر أحد أن جميع الأديان السماوية أكدت أهمية المرأة ودعت إلى ضرورة الاهتمام بها، وإعطائها كافة حقوقها كاملة، وعدم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال، فوضعها الإسلام على وجه الخصوص في موقع الصدارة، فكانت السيدة خديجة بنت خويلد القرشية أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم)، ثم عائشة بنت أبى بكر ثالث زوجاته والتي تزوجها بعد غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة، فأصبحت من المجاهدات اللواتي خرجن خلف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، في غزواته  لسقاية الجرحى وعلاجهم.

واليوم إذا كانت نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار بالدول العربية لا تتجاوز 5.6 %، فإنها بمصر قد تجاوزت هذه النسبة وشهدت دفعة إلى الأمام منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم.

فبعد أن كان تمثيلها في الوزارة والبرلمان بنسبة محدودة أصبحت اليوم تحظى بـ 79 مقعدا بمجلس النواب و 6 وزيرات بالحكومة، فضلا عن المحافظين ونوابهم، ويشهد بذلك تشكيل المحافظين الأخير الذي مكن 7 سيدات من الجلوس على كرسي نائب المحافظ .

وهكذا كسرت المرأة الحواجز وتولت المناصب القيادية بعد أن أثبتت قدرتها على العمل بجوار الرجل بكفاءة ونزهة يد، كما شهد بذلك المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقي، حين قال نصا: «أن قدرتها على الانحراف محدودة عكس الرجل صاحب اليد الطولي».

من هنا كان للمرأة عيد في عهد السيسي يجسد إنجازها ويطلق يدها في العمل العام، قياسا باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس سنويا.

ويأتي دور المرأة في المجتمع واضحا للجميع، فهي المربية للأبناء، والمشاركة في نجاح الأزواج، وهى الأمن الاقتصادي لكل أسرة، بعد أن رشحتها ظروف المعيشة وزيرة اقتصاد لكل بيت.

من هنا حرصت القيادة السياسية على تمكين المرأة من الوظائف القيادية، والمجالس النيابية القادمة بنص الدستور الذي خصص لها 25% من مقاعد المحليات و 120 مقعدا في البرلمان القادم، فضلا عن سن القوانين الصارمة لمحاربة كافة أشكال العنف ضد المرأة كالتحرش والاغتصاب والاعتداء الجسدي بعد أن كان يتم التعامل معها « كجسد يشبع شهوة الرجل عند الاحتياج».

وهنا لا يفوتنا أن نلفت الأنظار إلى حزب الوفد الذي تعامل مع المرأة منذ تشكيله عام 1918 باحترام وتقدير،  فكانت في طليعة الثائرين حين خرجت إلى جوار الرجل في المحافل والمظاهرات خالعة رداءها  منادية باستقلال مصر وحريتها، فتأسست حركة النساء الوفدية على يد السيدة صفية زغلول زوجة الزعيم خالد الذكر سعد باشا زغلول ، ورفيقتها هدى شعراوي زوجة على باشا شعراوي، كما سقطت أول شهيدة في ثورة 1919 من النساء.

وحتى الآن مازال يواصل الوفد عطاءه للمرأة المصرية، حيث شهد العام الحالي مبادرة ايجابية للوفد مع المرأة بدءا بالغربية مرورا ببورسعيد، وتكتمل نسختها الثالثة بعد غدا في أسيوط، تحت ريادة المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، في محاولة جادة للتعرف على مشاكلها، خاصة المرأة الريفية والسيدة المعيلة للعمل على حلها، وتعزيز مسيرتها في العمل الحزبي والسياسي.

وإذا كان دور المرأة الآن، لا يمكن إغفاله أو العودة به إلى الوراء، فإن ذلك يحسب للقيادة السياسية التي ساعدت على إبرازه، وجسدته بعض الأحزاب وعلى رأسها الوفد الذي وضع المرأة في المقدمة.

  tF اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى