نون والقلم

عبد الخالق خليفة يكتب: مصر للطيران 87 شمعة تضىء سماء مصر والعالم

تضىء مصر للطيران الثلاثاء القادم 7 مايو شمعتها السابعة والثمانين وسط انجازات تتم على أرض الواقع، رغم التحديات الجمة التى تواجه الشركة الوطنية بين الحين والآخر.. ولكن بالرغم من ذلك لم تمنع تلك التحديات الشركة أن تمضى قدمًا فى طريق تحقيق أهدافها وتطويرها، والدليل ما حققته الشركة من تطوير لأسطولها وتحديثه والاتفاق على أكثر من صفقة.. ففى نفس هذا التوقيت ٧ مايو عام ٢٠١٧ وقت احتفال الشركة بعيدها الخامس والثمانين، أخذ الاحتفال وقتها شكلًا مختلفًا أتى تزامنًا مع استلامها لثالث طائراتها من طراز البوينج ٨٠٠-٧٣٧ من الجيل الجديد بتصميم وتخصيص شعار يميز هذه المناسبة لتنفرد به الطائرة الثالثة لمصر للطيران من الجيل الجديد ووضع شعار العيد الـ85 على ذيل الطائرة، وهو ما حرص مسئولو أكبر شركة مصنعة للطائرات فى العالم «بوينج» على تنفيذه تكريمًا وتعبيرًا عن سعادتهم بشرف التعاون مع تلك الشركة العريقة، حيث كانت بوينج وقتها تحتفل بخمسين سنة من التعاون مع مصر للطيران. نصف قرن من عمر شركة بوينج البالغ 100 عام، حيث احتفلت فى ذلك العام بمرور قرن على إنشاء بوينج فهل لاحظتم؟ نتحدث فى قرن ونصف القرن فى تاريخ التعاون مع شركتنا الوطنية وعراقة جذورها الضاربة فى عمق وعبق التاريخ المصرى.. وهى شاهد عصر على أحداث ومناسبات كثيرة فى التاريخ المصرى، كما أنها كانت وما زالت الناقل الرسمى لكل أفراح وأتراح حبيبتى مصر.. كما أنها لم تتخل يومًا عن القيام بواجبها الوطنى فى نقل المصريين من كل أنحاء العالم الذى يعج بالأحداث والمشاكل والمعارك هناك كانت مصر للطيران.. ودائمًا عاشت لتؤدى دورها الذى تفخر بأن تحمله بصبر وجلد.. لا ولم ولن تتخلى عن دورها يومًا لم تشتك رغم الخسائر.. لم تئن رغم الدعوات ومحاولات الانقضاض عليها من وقت لآخر بدعوى فتح السماوات الذى يهدف بالدرجة الأولى فى خدمة ومصالح شركات لا تخدم سوى مصلحتها الشخصية ولا يعنيها مصلحة مصر فى شىء.

تطفئ مصر للطيران شمعتها الـ ٨٦  وهى تحلق فى سماء العالم بطائرات جديدة تتناسب وسمعتها فى التحليق، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل أنحاء العالم، وعبر 89 وجهة تتوجه إليها.. ٨٦  عامًا مرت من عمر مصر للطيران، استطاعت خلالها ان تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها وشمعتها حتى وصلت إلى العالمية بعد ان أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت ان تخدم أهدافًا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ٨٦ استطاعت ان تحقق للدولة أهدافًا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت ان توفر فرص عمل لأكثر من ٣٣ ألف موظف حجم العمالة بها الآن ولم تتخل قط عن ابن واحد من ابنائها حتى فى احلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل واطماع من أصحاب المصالح الذين يحلمون بالانقضاض على الشركة الوطنية.. هذا بخلاف بعض النماذج الفاسدة فالشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الفساد والإفساد من قلة فقدت الضمير والوطنية ولم تحسب إلا حساب أهدافها الشخصية غير عابئة بسمعة تلك الشركة إذا ما اكتشف فسادها.. هذا الفساد يا سادة يقوم به أفراد بالشركة أكلوا من خيرها جاءوا إليها لا يملكون شيئًا وفى غمضة عين خانوا الأمانة وفسدوا وأفسدوا، وللأسف فى النهاية من يدفع الثمن هى تلك الشركة الوطنية التى تحترق بفساد معدومى الضمير وأصحاب الذمم الخربة.

يا سادة.. للأسف، فقط ووحدها مصر للطيران، التى تنهش سيرتها على الرغم من انها ليس لها ذنب فيما يفعله الفاسدون.. ولكن للأسف تدفع هى الثمن وحدها من سمعتها العالمية والعربية والافريقية.. وقيادة تلو قيادة وإدارة تلو إدارة ومراكز قوى الفساد تحاول إيقاع الشركة ولكن الشرفاء بها بالمرصاد.. ومنذ تولى الفريق يونس المصرى وزير الطيران حقيبة وزارة الطيران بدءاً فى خطة شاملة لإعادة هيكلة الشركة والشركات التابعة لوقف نزيف الخسائر الذى وصل إلى 20 مليار جنيه قبل توليه هذا المرفق الحيوى لتتخطى الشركة ولأول مرة خسائرها، ويعلن الطيار أحمد عادل رئيس القابضة لمصر للطيران الحالى أن نتائج أعمال الشركة القابضة وشركاتها التابعة والتى حققت نتائج إيجابية وملحوظة، بلغ صافى أرباحها المجمع 951 مليون جنيه عن الستة أشهر الأولى من العام المالى 2018-2019 وذلك يمثل أضعاف ما تم تحقيقه عن نفس الفترة للأعوام 2009-2010.. وذلك وفق خطة لترشيد النفقات وضعها الفريق يونس المصرى لوقف نزيف الخسائر وتحويل الخسائر إلى أرباح بفضل جهود المخلصين بهذا القطاع.

همسة طائرة.. يا سادة.. يأتى العيد الثامن والثمانون لمصر للطيران وابناؤها يحتلون مراكز مرموقة بالطيران المدنى دليلًا على انها مصنع الرجال والقيادات، فالطيار سامح الحفنى رئيساً لسلطة الطيران المدنى والطيار أحمد عادل رئيساً للقابضة لمصر للطيران وغيرهما الكثير ممن عشقوا مصر للطيران وأعطوا لها من عمرهم وجهدهم فأعطت لهم شهادة كفاءة وتميز لمرورهم إلى أعلى المناصب.. وإلى كل أبناء الطيران المدنى ومصر للطيران اصبروا واجتهدوا من أجل شركتكم التى تعطى لكم رغم خسائرها وتحافظ عليكم رغم جراحها لتظلوا انتم وهى «شموع تضيء فى سماء مصر والعالم».

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى