نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: هناك من يخطط للسودان السير في «جنازة» الفوضى والحرب

السودان يغلي على مرجل من النار، ومن غير المستبعد أن تكون هناك أيادٍ خفية وربما استخبارات خارجية تحرك الأصوات المتشددة في الشارع السوداني لدفع المتظاهرين إلى الاصطدام بالمجلس العسكري الانتقالي، وإيجاد فجوة كبيرة بين المواطنين والجيش السوداني.

وقد جاء نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول (محمد حمدان دقلو) منذ يومين تأكيدا لهذه التوجسات، إذ قال: (إن «قوى إعلان الحرية والتغيير» تريد تغيير كل الأجهزة، بما فيها «قوات الدعم السريع» و«الأجهزة الأمنية»، و«المدنية».. إنهم لا يريدوننا شركاء، بل في موقع شرفي)، موضحا أنه لن يغلق باب التفاوض، ولكن يجب إشراك الآخرين، (وأقسم) أن المجلس العسكري لن يسلم السودان إلا إلى أيدٍ أمينة، وأشاد بزعيم الأمة (الصادق المهدي) الذي وصفه بالرجل المعتدل.

ما يحدث في السودان هو بمثابة إحدى الهزات الارتدادية لما كان يحدث في الوطن العربي عام 2011 وما كان يسميه الرئيس الأمريكي السابق أوباما آنذاك ثورات الربيع العربي! الذي لم يحمل للعالم العربي سوى مزيد من الدمار والتجزئة وتمزيق الوحدة القومية داخل الدول العربية.. والحرب والقتل والتهجير للشعوب العربية.

العقلاء وحدهم قادرون على إنقاذ السودان من نفق مظلم قد ينتهي بتقسيمه سياسيا وجغرافيا إلى بلدين (السودان ودارفور)، وكلما تعالت أصوات المتشددين في المطالب بين (قوى إعلان الحرية والتغيير)، ورفض البعض مشاركة (المجلس العسكري الانتقالي) في تهيئة البلاد لحكم دستوري، وانتخابات نزيهة، اقترب السودان من شفير الحرب الأهلية.

ومما يثير الدهشة والاستغراب أن المحرضين على الاضطرابات والعصيان المدني في السودان يشاهدون حتى الآن كيف آلت إليه الأمور في ليبيا وسوريا والعراق واليمن من حروب وتهجير وإبادة.. ومع ذلك يصرّون على السير بالسودان في نفس مسار هذه الدول العربية المنكوبة بالفوضى والدمار.. أي السير في جنازة الآخرين «كبروفة» لجنازة السودان لا سمح الله.. ما يعزز وجود أصابع خفية واستخبارات لتأزيم الأوضاع السياسية والأمنية في السودان.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى