نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: مناورات «درع الخليج1».. إننا هنا حاضرون.. ولسنا وحدنا

أثناء حضوري لتغطية انعقاد (القمة العربية) في الظهران.. لفت انتباهي وجود (أعلام) لدول غير عربية ترفرف في الشوارع الرئيسية لمدينة (الخُبر) حيث كان الوفد الصحفي يقيم هناك.. ثم أدركت أن هذه (الأعلام) غير العربية إنما تم الاحتفاء بها ترحيبا بمشاركة هذه الدول في مناورات (درع الخليج1)، والذي اختتم باحتفال عسكري ضخم، بحضور قيادات عربية وخليجية.. ويبقى السؤال المهم: ماذا يعني أن تحتضن الشقيقة (المملكة العربية السعودية) حدثين مهمين جدا.. هما (القمة العربية)، واحتفالية ختام التمرين المشترك (درع الخليج1) في المنطقة الشرقية المطلة على مياه الخليج العربي مباشرة؟

هذا يعني رسالة سياسية موجهة إلى (إيران) التي طالما راودتها غطرسة السيطرة على المياه الدولية في الخليج العربي.. وامتدادها إلى اليابسة بتغلغل نفوذها السياسي والعقائدي (الطائفي) في الأراضي العربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن وقطر).

رسالة السعودية واضحة جدا لإيران.. هي إننا هنا حاضرون في مياه الخليج العربي.. حاضرون بقمة عربية ركزت على الثوابت المشتركة في الحفاظ على الأمن القومي العربي.. وإعادة ما تم تخريبه في بعض الدول العربية تحت مسمى (ثورات الربيع العربي) إلى وضعه الصحيح لتعود دولاً عربية قوية ومستقلة بعيدًا عن التدخلات الخارجية ونظريات (الفوضى الخلاقة) الهدامة.

أما مشاركة 24 دولة في مناورات التمرين المشترك (درع الخليج1) إلى جانب السعودية بقوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوي والتي استمرت مدة شهر كامل حتى اختتمت يوم الإثنين الماضي.. فهذا يعني أن السعودية لديها رصيد من الأصدقاء في الخليج العربي والدول العربية والدول الإسلامية كفيل أن يلجم أي أطماع أو خيالات واهمة تفكر، سواء من قبل إيران أو منظمات إرهابية أو مليشيات مسلحة مدعومة من إيران، بالتحرك شبرًا واحدًا للتدخل في الأراضي السعودية أو البحرينية أو الإماراتية أو الكويتية.

إنه ليس استعراضا للقوة العسكرية بقدر ما هو رسالة سياسية واضحة، سواء إلى إيران أو أي دولة تموّل أو تحتضن (الإرهاب) على أراضيها بأن عصرًا جديدًا يبدأ في البزوغ في سماء الوطن العربي.. عصرٌ يتسم بالحزم والعزيمة والتصدي للمخاطر المحدقة بشكل جماعي واحترافي.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى