نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: حتى لا يصبح «الأردن» ساحة جديدة للإرهاب

فجأة انفتحت (فجوة) إرهابية جديدة.. لكن هذه المرة ليست في سوريا أو العراق أو اليمن.. بل في (الأردن).. وقد أعلنت السلطات الأردنية مؤخرًا مقتل أربعة من رجال الأمن وثلاثة إرهابيين خلال مداهمة قوات أمنية لمبنى تحصنت بداخله مجموعة يشتبه بضلوعها في هجوم استهدف دورية في منطقة (الفحيص).. كما أعلنت السلطات السبت الماضي مقتل ثلاثة من رجال الأمن وإصابة رابع بجروح خطرة خلال عملية مداهمة في منطقة (السلط).. وعلى الرغم من أن الإرهابيين كانوا (أردنيين) فإن هذا لا يستبعد وجود دعم إرهابي من الخارج لهم.. وكل ما نخشاه أن يتم نقل (الإرهاب) من سوريا والعراق إلى الأردن.. ولعل هذا ما حدا بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تأكيده الحازم مواجهة الفكر الضال، وقال: (إننا سنحاسب كل من سولت له نفسه المساس بأمن الأردن وسلامة مواطنيه، سنقاتل الخوارج ونضربهم بلا رحمة، وبكل قوة وحزم).

وهذا التهديد الإرهابي الجديد للأردن يحتاج إلى تضامن عربي وخليجي كبير مع الأردن.. فإذا كان الإرهاب يواجه حربا شرسة في سوريا والعراق، فإنه سيواجه أيضا نفس المصير إذا أراد فتح جبهة في بلد عربي آخر هو الأردن.

تذكروا أن هناك جهات إقليمية، تحديدًا إيران، لديها مصلحة في نشر الإرهاب في الدول العربية، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو البحرين أو السعودية.. وقد نشرت الزميلة (الشرق الأوسط) يوم الأحد الماضي سجالاً بين سياسيين عراقيين وإيرانيين حين أعلن رئيس الوزراء (حيدر العبادي) أن حكومته ستلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران.. فرد وزير الداخلية الإيراني السابق (عبدالله رمضان زاده) في تغريدة: (سابقا قلت لكم.. علينا ألا نمنع تقسيم العراق)! ورد نائب عراقي: (إيران مسؤولة عن قتل مليون عراقي من خلال إدخال تنظيم (القاعدة) إلى العراق بعد عام 2003، مطالبًا الحكومة الإيرانية بتعويض عوائل الشهداء).

وإذا كان العراق بدأ يتعافى من (داعش) و(القاعدة) شيئا فشيئا، فإننا لا نريد للأردن أن يدخل الدوامة المؤذية والخطرة للإرهاب البشع.. كما لو كنا أمام حالة تصدير للإرهاب من بلد عربي إلى آخر.. لذلك يُعتبر الوقوف مع الأردن في مواجهة الإرهاب مسألة تتعلق بالأمن القومي العربي الشامل.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى