نون والقلم

عبدالعزيز النحاس يكتب: 25 يناير.. يوم له تاريخ

كلما حلت ذكرى 25 يناير تتداعى إلى الذهن أحداث كثيرة ومتلاحقة.. نتفق أو نختلف حولها، إلا أنها أحداث تركت آثارًا عميقة فى المجتمع المصرى، وتحديدًا أحداث 25 يناير 2011 التى يصعب الحكم على نتائجها فى فترة زمنية صغيرة، لأننا نعى أن نتائج الثورات فى بداياتها عادة ما تكون مؤلمة فى بدايتها لأسباب أمنية واقتصادية، إلا أنها تبقى علاقة فى تاريخ الأمم، ومع انه دار لغط كثير حول ثورة يناير من تدخلات خارجية، إلا أن أحد لا ينكر التفاف المصريين فى البداية حولها بعد أن ضاقوا من حالة الجمود التى ضربت الوطن لسنوات طويلة واحتكرت مجموعة بعينها السلطة والثروة.

لكن تبقى النقطة الفارقة فى ثورة يناير هى اختطافها من قِبل جماعة دينية فاشية بمساعدات خارجية بعد أيام قليلة من انفجار الثورة.. ثم تؤكد الأحداث بما لا يدع مجالًا للشك أن أحداث الثورة التى لاقت هوى ورغبة عامة المصريين تم توجيهها إلى الطريق الخطأ لاختطاف مصر بأسرها، وعندما تحرك المصريون لاسترداد وطنهم تكشف وجه الجماعة الإرهابى ومن وراءهم، وتستمر حالة الغليان فى الشارع المصرى حتى لحظة الانفجار الكبرى فى 30 يونيو لتصحيح مسار الثورة واستعادة الوطن مرة أخرى بحماية من القوات المسلحة المصرية التى انحازت إلى الشعب منذ انطلاق شرارة ثورة 25 يناير.

أخبار ذات صلة

لذلك يرى كثير من المحللين انه لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو التى نقلت مصر نقلة نوعية كبيرة لم تشهدها مصر على مدار عدة عقود، ولعل البنية التحتية التى تشهدها مصر وعملية الاصلاح الاقتصادى وعودة مصر مرة أخرى إلى محيطها الإفريقى ما كانت لتحدث لولا عملية التغيير التى حدثت فى مصر منذ بداية هذا العقد.. وكما نشير انه لولا 25 يناير ما كان 30 يونيو، مؤكدًا أيضًا انه لولا 30 يونيو ما كانت 25 يناير ثورة، لأنه لو لم يحدث 30 يونيو لأصبحت 25 يناير نقمة على مصر، بعد أن أكدت التجربة بما لا يدع مجالًا للشك أن مخطط الجماعة الإرهابية لم يقف عند حد الاستيلاء على السلطة فقط وإنما كان مشروعًا دوليًا لبيع هذا الوطن وتفتيته وتقسيمه لحساب قوى أجنبية بهدف تغيير خريطة وملامح المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ولعل الأحداث التى ما زالت جارية فى عدد من الدول العربية تشير إلى هذا المخطط الذى سقط وتحطم بإرادة الشعب المصرى وتماسك مؤسساته وعلى رأسها القوات المسلحة التى تعى جيدًا قدسية الحفاظ على تراب وتماسك هذا الوطن.

أيضًا 25 يناير يوم له تاريخ منذ عام 1952 عندما سجل رجال الشرطة البواسل أروع الأمثلة فى البطولة فى هذا اليوم بتوجيه من الزعيم فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، وطالب من ضباط الشرطة المصرية فى الإسماعيلية بقيادة الضابط مصطفى رفعت مواجهة قوات الاحتلال الانجليزى على اعتبار أن هذه القوات قوات غير شرعية على الأراضى المصرية منذ إعلان الزعيم مصطفى النحاس إلغاء معاهدة 1936 التى كانت تسمح بقوات بريطانية فى منطقة القناة سابقاً.. البطولة التى سجلتها الشرطة المصرية كانت فى قلة عددها، حيث لم تتجاوز 800 فرد وبأسلحة خفيفة فى مواجهة قوات الاحتلال البريطانى بكل ما تحمله من أسلحة حديثة وأسلحة ثقيلة وصلت إلى استخدام الدبابات فى مواجهة بسالة الجنود المصريين الذين سقط منهم 50 شهيدًا دون استسلام.. تحية لكل أرواح شهداء مصر.

نائب رئيس الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى