نون لايت

عاطف دعبس يكتب: «ربنا يجبر خاطرك» ياريس 

جبرتم خاطري، قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لعمال وشعب مصر في كلمته في عيد الشرف والعطاء والعرق المصري الأصيل الذي يتصبب في المصانع والمزارع والحقول وكان وقعها علينا «عظيم».

ولعلها أول مره، يقف فيها رئيس أمام الشعب، ليعترف له بالفضل والامتنان، وان كلمة الشعب لها قيمة كبيرة وعظيمة ورد الشعب على الرئيس بحب وامتنان.

أخبار ذات صلة

جبرتم خاطري، قالها الرئيس للشعب الأصيل الذي خرج بحب وتلقائية، فقد حدث ولأول مره في تاريخ الاستفتاء على الدستور أن يخرج 44‎%‎ ممن لهم حق التصويت ليقولوا نعم على التعديلات الدستورية المستحقة بهدف الانطلاق لآفاق جديدة بخطى واسعة وثابتة نحو تحقيق المستقبل.

هذا المستقبل الذي تحددت علاماته فعلا من خلال عطاء 6 سنوات مضت، تمكن فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس مصر المحروسة من تحقيق مكانة لمصر بين الأمم، وجعلها في مصاف الدول التي حققت معدلات نمو غير مسبوقة، ولأول مره يشهد لنا العدو قبل الصديق بقفزات النمو الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن ما تحقق على أرض مصر من مشاريع كبرى نفذت بسواعد شباب الوطن.

ولعلها أول مره أيضا يجبر فيها رئيس خاطر شعبه بالعمل الجاد وتحقيق نجاحات على الأرض في صمت وعمق، فنحن نرى مشاريع كبرى لم نكن نسمع عنها، نراها لحظة الافتتاح، ونسأل أنفسنا، متى وكيف تحقق ذلك؟ دون إعلانات ولا حجر أساس ولا ضجيج.

لقد جبر السيسى خاطرنا بالفعل عندما قال، هذا الشعب لم يجد ما يحنو عليه، وعندما قضى على حكم الطاغوت وواجه العالم بقلب أسد، وقال لهم تعالوا معا نقضى على الإرهاب وقوى الشر من تجار الدين، حمل رأسه على كتفه جبرا لخاطر شعب ظلم عبر السنين وقهر في حريته وإرادته.

ولأول مره لم يسأل احد، وبعد الموافقة على التعديلات الدستورية وحق الرئيس في عامين إضافيين لمدة رئاسته الحالية، فضلا عن قناعتي بمدة ثانية مدتها 6 سنوات، والأمل الضارب في نفوس كل مصري، ماذا سيتحقق لنا على الأرض؟

وجاءت الإجابة بلا سؤال منا، ومن نفس ما تحقق على الأرض فعلا.

نعم .. ففي السنوات القادمة سنحصد ثمار الصبر والعرق وشد الحزام، نعم فهذا الشعب يستحق له الحياة الرغدة التي تعيشها شعوب لم تجتهد وتصبر على ظروف غاية في الشقاء والقسوة نحن انطلقنا فعلا إلى أفاق جديدة، يرى فيها المصريون، نور الأمل ونور البصيرة بالحق والعدل.

وأنا أعتقد بأن الرئيس قد بني قناعته قبل أيام من الاستفتاء على التعديلات الدستورية، على أن من حق هذا الشعب حصد ثمار الصبر وأن له أن يستنشق هواء الرخاء، فقد أطلق الرئيس  حزمة من الإصلاحات على مستوى الأجور والمعاشات وتسوية أوضاع العاملين بقفزات لم يكن يتصورها أكثر المتفائلين،الخطوة القادمة أراها تتحقق بشغل الوظائف الشاغرة في مديريات التعليم والصحة والمحليات بكافة أنواعها.

فالحقيقة أن التعامل مع مسألة التوظيف تحتاج قناعة، حق الشباب العاطل العمل في وظيفة شاغرة طالما أنه مؤهل لها، وليس على طريقة التعيين المؤقت لعدة شهور، فهذه الطريقة الغريبة تثير حفيظة الشباب وتجعله يشعر بالإحباط.

جبر الخاطر أن تقوم الحكومة الجديد بوقف نزيف المال العام على مظاهر الابهه والفخفخينا الغير مبرره !

كيف لصغار كبار الموظفين في مناصب أقل من درجة الوزير، مواكب سيارات فارهه، وكيف لهم من حزمة السكرتارية والسائقين والحرس؟

كيف لهؤلاء الاحتيال على قرار الحكومة وتعليمات الرئيس بعد المد لموظفين خرجوا للمعاش تحت أسماء غريبة ومريبة ومنها الخبير الوطني الخ.

كيف لهؤلاء السفر للخارج بطريقة شرهه ولا تحقق أي بعد اقتصادي أو خدمي؟ وعلى نفقة الدولة بالبدلات والتذاكر والإقامة؟ .

جبر خاطر الشعب في مواجهة كل ذلك وفى محاسبة من ينفذ فكرة عابرة لمعت في ذهنه وصفق لها كل من حوله  دون استشارة أحد، وقد سبق اعتماد فشلها بالتجربة ؟

نريد من الرئيس  جبر خاطرنا بالتصدي لكل من يتجاوز في حق الشعب بقوة فلا شيء أكثر من شعور الناس بوجود مسؤولين يسيرون عكس الاتجاه بحسن نية وقلة خبرة وإحساس بالإبداع الوهمي.

أنا واثق أن الرئيس بعد التعديلات الدستورية، وبعد جبر خاطره عن استحقاق لم يتحقق لرئيس من قبله، سيحقق كل ما نعتقده ونحلم به وانه سيجبر خاطرنا كما لم يجبر من قبل إن شاء الله.. ويا مسهل.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى