طارق تهامي يكتب: معجزة كرة اليد.. ورسالة إلى الخطيب!
طبعاً.. شعرنا جميعاً بالفخر، أثناء متابعة المباراة النهائية، فى كأس العالم للناشئين لكرة اليد بين المنتخب المصري، ونظيره الألماني القوى، وارتفعت رؤوسنا إلى عنان السماء ونحن نرى نجوم الفريق يكتسحون واحدة من أقوى فرق أوروبا والعالم، بعد أن أطاحوا بالكبار من الطريق، بقوة وكفاح ونضال رياضي لا يُستهان به، ولا يمكن تجاهله.
كل المصريين، عقب الفوز ببطولة العالم للناشئين، وبعد الحصول على المركز الثالث فى بطولة العالم لشباب اليد قبل أيام، وجدوا أنفسهم، يصنعون المقارنات، بين الإنجازات المصرية، في كرة القدم التي تراجعنا فيها كثيراً، وبين الألعاب الأخرى التي يرفع أبناؤها رايات بلادنا عالية في محافل المنافسة الرياضية العالمية، والناس معهم كل الحق في هذه المقارنة، فهم يتابعون إنجازات مصرية حقيقية، في كرة اليد، والإسكواش التي يحمل لواءها شباب مصري مُسيطر على بطولات العالم منذ سنوات، وفى تنس الطاولة يسيطرون على بطولات إفريقيا، وفى المصارعة ورفع الأثقال والتايكوندو والجودو والهوكى والسباحة، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية، التي لا يصل حجم الإنفاق فيها جميعاً، مُجتمعة، ما يوازى 10% من الإنفاق الذي يتم على كرة القدم الفاشلة!
يكفى أن تعرف أن أحمد الأحمر أسطورة كرة اليد المصرية، وأفضل لاعب في تاريخها، جدد عقده مع نادي الزمالك مؤخراً بمبلغ لا يتجاوز 2 مليون جنيه في حين أن أسوأ لاعبي الدوري المصري لكرة القدم، وأقلهم قيمة وقدرة تتجاوز قيمته السوقية أضعاف هذا المبلغ! وهذا يعنى أننا نواجه منظومة مقلوبة، فالقيمة السوقية هنا لا تساوى حجم القدرات والإنجازات، ولكنها مرتبطة بمتطلبات جماهيرية، قد تقودنا إلى التراجع رياضياً إذا خضعنا لها كثيراً، في حين أن البطولة طريقها معروف، والإنجازات ستكون سالكة في اتجاه دعم الألعاب الأخرى، غير كرة القدم، ونستطيع أن نصنع مجداً لا ينتهي من خلال التركيز على هذه الألعاب التي لا يهتم بها الإعلام، فهو يلهث وراء كرة القدم، ونجوميتها الكاذبة، في حين أن الأبطال الحقيقيين، يقدمون العرق والدم في مضمار التنافس الرياضي من خلال عشرات الألعاب التي لا نراها على شاشات التليفزيون إلا نادراً!
أتذكر أننا عرفنا قواعد وفنون لُعبة التنس من خلال إذاعة مباريات البطولات العالمية، ويمبلدون ورولان جروس وأمريكا، عبر صوت الإعلامي الراحل عادل شريف الذي كان يشرح لنا في مطلع الثمانينيات قانون اللعبة، ونحن نتابع اللاعبين بيورن بورج، وإسماعيل الشافعي، ومارتينا نافارتيلوفا، وكريس إيفرت، ومن بعدهم بوريس بيكر.. وأتذكر أيضاً أن إذاعة مباريات تنس الطاولة تسببت في تحويل شوارع مصر، إلى ملاعب مفتوحة لهذه اللعبة، وكانت «ترابيزات» تنس الطاولة منتشرة فى كل مكان، وكنا نحاول تقليد أشرف حلمي بطل إفريقيا في تنس الطاولة وطريقة لعبه للإرسال، ومسك المضرب.. وأتذكر أننا رأينا الإقبال الكبير على لعبة الجودو إعجاباً بفن وأخلاق الأسطورة محمد على رشوان صاحب فضية أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 وبعد تعامل اليابان معه باعتباره أسطورة رياضية وأخلاقية.
تعالوا نُجرب إذاعة مباريات الألعاب الأخرى غير كرة القدم، ونبحث عن رعاة إذاعة هذه المباريات، ونبحث عن إعلانات الشاشات خلال المباراة وخلال الأستوديو التحليلي، وأوكد لكم أن الجيل الجديد من الأطفال سوف يعزف جزء كبير منه عن متابعة دوري كرة القدم ومبارياته العقيمة، وسوف يتجه لمتابعة كرة اليد، وسوف يسعى الكثيرون منهم لممارسة اللعبة،لأن جميعهم سيحاولون تقليد أحمد الأحمر!
رسالة إلى محمود الخطيب
لست عضوا في النادي الأهلي، حتى أقوم بتوجيه رسالة تحمل شكوى داخلية إلى رئيس النادي الكبير، ولكنني استعمل حقنا جميعاً في مخاطبة أسطورة كرة القدم محمود الخطيب، الذي يعرف معنى الدعم المعنوي، والعدل في مجال الرياضة، فهو قبل أن يكون رئيساً للأهلي، هو لاعب كبير، لا يرضى بالظلم، داخل المنظومة الرياضية التي يديرها، وهذا الظلم يحدث في جهاز الناشئين لكرة اليد، فقد أرسل لى عدد من أولياء أمور ناشئي كرة اليد بالنادي الأهلي نسخة من شكوى مقدمة إلى الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي، وأعضاء مجلس الإدارة، والمدير التنفيذي، ومدير النشاط الرياضي بالنادي، بتضررهم من استبعاد أبنائهم المقيدين بالنادي من قائمة الفريق الجديدة لصالح عدد من أبناء لاعبي كرة اليد القدامى بالنادي، وأصدقائهم وبعض أقاربهم، واتهم أولياء الأمور عددا من قيادات جهاز كرة اليد، بمجاملة ابن أحد المسئولين بالجهاز وقيده بفريق 2008 وعدم تطبيق المعايير الرياضية المتعارف عليها على الجميع والانحياز بشكل صارخ لصالح بعض اللاعبين استناداً إلى القرابة والعلاقات الشخصية، ما أدى إلى تدهور شديد في النتائج ومستوى اللاعبين، بسبب المجاملات وقيد لاعبين لا يمتلكون المهارات المطلوبة، وهو ما تؤكده نتائج كرة اليد بالنادي من خلال المسابقات التي خاضتها الفرق المختلفة خلال الفترة الأخيرة.
المشكلة الآن بين يدي الكابتن محمود الخطيب وعليه أن يمسك بخيوط المشكلة، وندرك أنه سيتمكن من حلها.