نون والقلم

طارق تهامي يكتب: كلام الرئيس..ودرس الصين!

قال الرئيس السيسي،أمس الثلاثاء،معلومة غاية في الأهمية،خلال افتتاحه عدداً من المشروعات القومية،بمحافظتي بورسعيد وشمال سيناء،في إطار تفعيل محور تنمية منطقة قناة السويس…قال الرئيس السيسي، إن تكاليف المشروعات التنموية التي تم تنفيذها بمنطقة قناة السويس من طرق وأنفاق وصلت 150 مليار جنيه، و أن شبكة الطرق بين القاهرة وشرق القناة تمت بتكلفة كبيرة بهدف تهيئة النجاح للمنطقة الصناعية وتكلفت وحدها 8 مليارات ونصف مليار جنيه،وقال أن مشروع تنمية شرق بورسعيد كان مطروحًا منذ 15 عاما!!

هذه المعلومة،التي طرحها الرئيس،والخاصة بأن هناك خطط تنمية ظلت حبيسة الأدراج لسنوات،تكرر طرحها خلال افتتاح مشروعات قومية كثيرة،وهذا يعنى أمرين،أن هذا البلد عانى لسنوات طويلة،من سياسة تأجيل المشروعات الوطنية الضرورية،حتى وصلنا إلى مرحلة انهيار للبنية التحتية،ومعروف التأثير السلبي لها على مناخ الاستثمار،وتأثيرها أيضاً على الحياة اليومية للمواطنين،والأمر الثاني،هو أن الرئيس،يمتلك قراره الخاص،باقتحام المشكلات،وليس بانتظارها حتى تتفاقم،وهذه مواجهة شجاعة تُحسب للرئيس،وتُسجل لصالحه،وحتى نساعد الرئيس يجب أن نوجه حديثنا لأصحاب الاستثمارات من المصريين،حتى يتوجهوا لمنطقة قناة السويس لتنميتها،واستغلال هذه البنية التي أنفقت عليها الدولة مليارات الجنيهات في اتجاه الإنتاج،والاستغلال هنا يكون عن طريق العمل،من خلال إقامة مشروعات إنتاجية،تحقق الاحتياجات المحلية،وتحقق فائض تصديري،يُمّكن البلاد من تجاوز عنق الزجاجة،وعبور الاختبار الاقتصادي الصعب.

ما يتم الآن لن نحصل على نتائجه سريعاً،ولكن البداية والانطلاق،ضرورة،حتى نتمكن من السير في طريق العمل الذي سبقنا إليه غيرنا..الصين مثلاً ظلت تعمل عشرات السنين،حتى تمكنت من احتلال مكانتها الاقتصادية الكبيرة..وتستطيع أن نعرف حجم مشوار التنين الأصفر،وقدرته على النجاح من خلال قراءة مقال محدود الكلمات،يكشف سر النجاح،كتبه..ليو هونغ كوي، الباحث المساعد في معهد الاقتصاد التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،لخص خلاله مشوار الصين لتحقيق نجاحاً ملحوظاً في الصادرات الخارجية..يقول «هونغ كوى»… قبل عام 1949، كان الأساس الاقتصادي الصيني ضعيفا للغاية، وكان يفتقر إلى نظام صناعي متكامل..كانت المنتجات الزراعية والمواد الخام والموارد الطبيعية تشكل القسم الأعظم من التجارة الخارجية التي كانت تفتقر إلى نظام مستقل. على سبيل المثال، قبل عام 1949، كان هناك حوالي 4600 شركة محلية للتجارة الخارجية فقط في موانئ الصين المختلفة، وكان يعمل بها حوالي 35 ألف شخص، وإجمالي رأسمالها 130 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) فقط، وكان عدد الشركات الكبيرة التي يتجاوز رأس مال كل منها مائة ألف يوان قليلا جدا.

في الفترة من عام 1950 إلى عام 1959، انتعش اقتصاد الصين الوطني وإنتاجها الصناعي وتطورا تدريجيا، وكذلك الأمر بالنسبة للتجارة الخارجية. سعت جمهورية الصين الشعبية الوليدة إلى تأسيس نظام تجارة خارجية مستقل..في ديسمبر عام 1950، أصدرت الصين اللوائح المؤقتة للتجارة الخارجية، وأصدرت لاحقا قانون الجمارك المؤقت. في عام 1952، أنشأت الصين وزارة التجارة الخارجية لإدارة أعمال التجارة الخارجية بشكل مركزي وموحد، وفحص وتوحيد تسجيل مؤسسات التجارة الخارجية المختلفة، وتنفيذ الإدارة المبوبة لسلع الاستيراد والتصدير.

من عام 1950 إلى عام 1959، زاد إجمالي حجم واردات و صادرات الصين من 13ر1 مليار دولار أمريكي إلى 38ر4 مليارات دولار أمريكي، وارتفع حجم صادراتها من 550 مليون دولار أمريكي إلى 26ر2 مليار دولار أمريكي، كما قفز حجم وارداتها وزاد إجمالي الواردات من 580 مليون دولار أمريكي إلى 12ر2 مليار دولار أمريكي. لعب النمو السريع للتجارة الخارجية دورا حيويا في إنعاش وتنمية الاقتصاد الصيني.

من عام 1960 إلى عام 1969، بسبب العديد من العوامل غير المواتية في الداخل والخارج، تأثرت التنمية الاقتصادية في الصين إلى حد كبير، وكان نمو حجم الواردات والصادرات بطيئا.

الأسبوع المقبل بإذن الله..نتابع قراءة المقال المهم الذي يكشف ما فعلته الصين فى السبعينيات حتى تتمكن من تحقيق الانطلاقة الاقتصادية الكبرى.

tarektohamy@alwafd.org
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
  tF اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى