نون والقلم

طارق تهامي يكتب: ترميم ضريح النحاس مسئولية كل الوفديين

يوم السبت الماضي، قامت قيادات الوفد، بزيارة أضرحة زعماء الأمة والحزب، الثلاثة، سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، في ذكرى رحيلهم التي تتوافق مع ذات الشهر،الذي شهد رحيل سعد والنحاس يوم 23 وفؤاد سراج الدين في اليوم التاسع من شهر الأحزان الوفدية.

عندما وصلنا إلى ضريح الزعيم مصطفى النحاس،كانت قلوب الجميع تخفق حباً عشقاً للرجل الذي لم يشاهده غالبيتنا العظمى رأى العين، ولكن سيرته العطرة تمتزج بدمائنا الخضراء،ومواقفه التاريخية لا ينساها مصري يعرف تاريخ بلاده، والغريب أن شباب الوفد،الذين ولدوا – قطعاً – بعد رحيل النحاس بسنوات طوال، دخلوا إلى ضريح الزعيم، وسمعت بعضهم يقول «كان نفسي أعاصر مرحلة النحاس».

أخبار ذات صلة

بعد الوقوف أمام ضريح النحاس،بكل إجلال وتقدير، جاء صوت المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد،موجهاً كلامه إلى فؤاد بدراوي السكرتير العام…«يا أستاذ فؤاد حالة الضريح واضحة..وهو يحتاج للترميم..مايصحش نسيب ضريح الزعيم بدون صيانة للمبنى والحوائط ومكان الزيارة..ياريت نبدأ فوراً ترميم الضريح على نفقة الوفد» وهنا تدخل القطب الوفدي الدكتور محمد عبده،نائب المحلة،وعضو الهيئة العليا للوفد، بادئاً حواراً ونقاشاً سريعاً،حول أدوار الزعماء الثلاثة، وكان رأى رئيس الوفد،أن «كلاً منهم له أدوار تاريخية لا يمكن نكرانها أو تجاهلها، ولكن الوفديين يتعاطفون مع النحاس باشا، لأنه تحمل ما لا يطيقه أحد في سبيل الوطن والوفد».

ما قاله رئيس الوفد حول النحاس هو عين الحقيقة،لأن النحاس هو عين وقلب الوفديين، ونبض عروقهم، وقصة الحب التي لا تنتهي رغم مرور الزمن، ولذلك سوف أتقدم باقتراح وفدى شعبي، سوف أطرحه على المؤسسة الحزبية لتتبناه، وهو أن نساهم جميعاً في ترميم ضريح النحاس، وأن تتلقى اللجنة المسئولة عن عملية الترميم، مساهمات الوفديين، بأية مبالغ، حتى لو كانت بسيطة، فيجب أن نشارك جميعاً في ترميم الضريح الذي يضم رفات زعيم الأمة، ونبي وطنيتها، ويجب أن نفتح باب المساهمة حتى لو بمبلغ 10 جنيهات فقط، حتى نتيح الفرصة للطلبة والشباب الوفديين، للمشاركة في ترميم ضريح زعيمهم الراحل.

أعرف أن المهندس حسين منصور نائب رئيس الوفد، وعضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، سوف يقوم بإعداد دراسة حول حالة الضريح، وحجم الأعمال المطلوبة لترميمه، ويعرف الجميع أن حسين منصور هو عاشق للنحاس وسيرته ووطنيته، وهو بلا شك سوف يسعى لإعداد دراسة لتمكين الوفد من ترميم الضريح بمستوى هندسي لائق، وفى حدود الإمكانيات المتاحة، وقطعاً سوف يتحدد المبلغ المطلوب طبقاً لهذه الدراسة، ولذلك أستطيع القول إن الوفديين، جاهزون للمشاركة في تكاليف الترميم.

وعندما أقول يجب فتح باب المشاركة، فإنني أقصد اللفظ ومعناه، لأن الترميم هنا له معنى أكبر من مهمة البناء والتجهيز، ولكن ترميم ضريح مصطفى النحاس، هو عمل سنشارك فيه جميعاً وفاءً وتقديراً ورسالة عرفان لمن قدم سنوات عمره مناضلاً ومكافحاً من أجل وطنه ووفده ومات حبيساً في مقر إقامته لا يجد ثمن الدواء ولا إيجار مسكنه.

‏ ولأن سيرة «النحاس»، كانت وستظل سيرة طاهرة،فقد وجب علينا جميعاً تحمل مسئولية ترميم ضريحه الطاهر، فقد كانت مسيرته تعكس هذه النظافة في القول والفعل والعمل، ولأنه رجل طيب القلب صادق الكلمة صدقه الناس حتى بعد وفاته بأكثر من خمسين عاماً!! مصطفى النحاس الذي حكم مصر ست مرات غير متعاقبة، وكان رئيسًا للوزراء قادمًا من بين الجماهير، كرهًا لرغبة الملك، ورغم أنف الإنجليز، عاشت سيرته، لأنه تمسك بمبادئه، ولم يتراجع عنها أبداً، وهكذا نحن نسير على دربه، وطريقه، ولن نعود.

أرجو أن نبدأ جمع مشاركات الوفديين في عملية ترميم الضريح، من خلال حساب بنكي، أو أية وسيلة محاسبية أخرى تحت إشراف أمانة صندوق الحزب وإدارة الحسابات، حتى لا نحرم الوفديين، من رد الجميل لزعيمهم وحبيبهم مصطفى النحاس طيب الله ثراه.

tarektohamy@alwafd.org

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى