اخترنا لكدوشة فنية

صور.. لطفي بوشناق يغني للوطن والإنسان والكرامة في مهرجان جرش  

نون الأردن    

الصوت المقاوم، المنحاز تماما للإنسان، ضمير المقهورين،وصرخة ذلك المكتوم في نفوس البسطاء، ينظر في عيون الجمهور، ويلغي تلك المسافات بينه وبينهم، غناء بطعم الرغبة بالتمرد والانعتاق، جريء وصادم، لا يهادن ولا يراوغ، يكره «القول» في المنطقة الرمادية، مثل غالبية المهمشين، لا يريد سوى حقه في وطنه وكرامته، ويرمي في وجوه الفاسدين، كل تلك الرغبات المهووسة بالمناصب والكراسي.

لطفي بوشناق ..يأتي إلى جرش من تونس، محملا بالياسمين، وبإرادة الرفض، بكل الثقة والعفوية والحب المتبادل ما بينه وما بين الجمهور الذي امتلأ به المسرح الشمالي، ليكون غناء القلب، والرفض، وتحريض العقل والوجدان، وزراعة بذرة الأمل في نفوس الناس المتطلعين إلى عيش حياتهم وفق حقهم بالعيش الكريم.

وحول ما يقدمه من موسيقى وغناء مع المخرج التونسي المشاكس حافظ خليفة في مسرحيتي «الخضراء، ورسائل الحرية» قال« حافظ.. مخرج احترمه جدا، وله منهج خاص، وطروحات مختلفة عن السائد، يقدم أعمالا مسرحية جريئة، تثير الجدل، وتحرك سكون الحركة المسرحية، ولذلك لا أتردد بالتعاون معه».

الجمهور الذي انتشر على جنبات المدرج، وبينه رئيس اللجنة العليا لـ مهرجان جرش، وزير الثقافة والشباب د. محمد أبو رمان، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام والاتصال جمانة غنيمات، و مدير المهرجان أيمن سماوي، وأمين عام الثقافة الروائي هزاع البراري وأمين عام وزارة السياحة عيسى قموه، هذا الجمهور الذي كان بانتظار النجم «بوشناق»،والذي بقي متفاعلا طوال الوقت، حيث بدأت الأمسية بمقطوعة موسيقية « سماعي – شدّ العربان» هذا القالب الموسيقي الذي يكاد يندثر من العالم العربي، و بالترحيب الكبير ظهر الفنان لطفي بوشناق ليبدأ بموشح « عجبي منك».

وبعد تقاسيم على آلة القانون، وموال «اللي لاغاني ولاغيته»، غنى« حبيتك وتمنيتك»، لينتقل للغناء والارتجال ومشاركة الجمهور بالغناء، وترديد الثيمة الموسيقية لأغنية «الرعاة» عميقة المعنى والدلالة، التي تلامس الوجدان،«نغني لنسمع نبض القلوب» ونسمع همس جمهور الشمالي الذي كان على مسافة نبض القلب مع الفنان الكبير.

وبعد تقاسيم على«الكمان»، وموال« ياقلب كذبت نفسي» قدم أغنية «خدعني»، وبناء على إرادة الجمهور غنى« وصلّ للقدس سلامي».

وتصمت الموسيقى، وبطلب من وزير الثقافة، يلقي قصيدة  «أجراس العودة – صفقة القرن»، بكل الوجع والرفض، وبالصوت العميق القادم من روح متمردة رافضة، ومباشرة ينتقل إلى قصيدة  «أحمد فؤاد نجم» «صياد الطيور» بلحن جديد من تأليف التونسي عبد الحكيم القايد الذي قاد الفرقة الموسيقية.

ويقدم أغنية  «تكتيك» بكل ما فيها من سخرية من هرطقات السياسيين، ثم أغنية  «أنا مواطن».

للأردن في قلب لطفي بوشناق محبة كبيرة، وكانت هديته للأردن والمهرجان أغنية  «مازال»، «مازال مجدك ساير لقدام …مازال اسمك في العلالي.. الأردن عزيزة وساكنه في البال» وقبل أن ينهي الأمسية عاد إلى أغنية  «لاموني اللي غاروا مني» وختم بمقاطع من «سمرا ياسمرا».

مدير المهرجان أيمن سماوي، وأمين عام السياحة عيسى قمو، قاما بتسليم الفنان«بوشناق» درع المهرجان، تكريما وتقديرا لمشاركته، كما أهداه الفنان غسان عياصرة  مجسما فنيا.

الليلة الأولى للمسرح الشمالي، كانت بمذاق الغناء الملتزم، والطرب الأصيل، مع فنان حقيقي، وجمهور ذوّاق، ومتعطش للغناء القريب منه.

 

موضوعات ذات صلة:

  1. لطفي بوشناق..«بافاروتي تونس».. جمهور جرش بانتظار « أنا مواطن»
  2. شاهد..لطفي بوشناق و عبد الله مريش في «تحت السيطرة»
  3. وائل كفوري يشعل أجواء مهرجان جرش للثقافة والفنون
  4. صور.. عمر العبداللات يحقق نجاحاً جماهيرياً إستثنائياً بافتتاح مهرجان جرش
  5. سماوي يؤكد تميز فعاليات مهرجان جرش في دورته الـ34 كما ونوعا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى