نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: معلقة جلبوع.. حين تنتصر الحرية!!

استيقظ الوعي الإنساني الصهيوني على حادث أليم، وقع كالصاعقة على المسئولين الذين طالما روجوا لشدة الإجراءات الأمنية داخل الكيان الصهيوني الغاشم المحتل للأراضي الطاهرة، تلك الأراضي التي تحمل رجال أشاوس عقود من الزمان تنزل حجارتهم في حلوق قادة الاحتلال.

زحف ممنهج من قبل شذاذ الأرض على الشعب للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ولم يستطع أحد إثناء أبناء العزة والكرامة، عن أهدافهم التي وضعت لطرد الاحتلال.

بالطبع سيشهد سجن جلبوع شديد الحراسة بأن هناك 6 رجال لم يفقدوا الأمل رغم التضييق الأمني والحراسة اللصيقة طوال السنوات الماضية، وطبعت أيديهم على قفا الكيان وتركت الأثر ومضيت تبحث عن ملاذ آمن، لبدء حياة أخرى بعيدًا عن التعذيب الممنهج وأخذ الحقوق عنوة أمام العالم أجمع، تلك العملية وغيرها تكشف كم الأكاذيب التي تروج عبر وسائل الإعلام، بأن الكيان يمتلك أحدث النظم الأمنية في العالم.

6 سنوات متواصلة من الحفر، استغرقها الأسرى الفلسطينيين، في حفر النفق من داخل السجن حتى لاذوا بالفرار، تلك الفترة الزمنية والحكومة الإسرائلية تأكل وتنام مثل البغال في الحظيرة، جعل الله على أعينهم غشاوة، بغية أن تُسطر ملحمة جديدة تفضحهم على رؤوس الأشهاد، فعلى مدار العقود الماضية لم نسمع من العصابة الإسرائلية إلا استعراض لقوى وهمية، منها الحديث عن عدم قدرة قواتنا المسلحة المصرية تدمير أسطورة خط بارليف.. وفعلوها خير أجناد الأرض، ما جعل العدو في حالة ذهول. حتى وصل الأمر إلى تبرؤ موشي ديان منه قائلًا: «إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهشة».

الواقع أن الداخل الإسرائيلي يشهد الآن حالة من الغليان. والجميع يقف على أطراف الأصابع، بغية الوقوف على أسباب الهروب. فتمزيق الهالة الأمنية وتعرية صدور الاحتلال أمام الجميع، سيكون له تداعيات وخيمة على الحكومة هناك. ولكن هناك دروس مستفادة من تلك القصة الملهمة، أن الأمل باقٍ مهما طال الزمان. وأن الاحتلال في زوال مهما حاول بشكل ممنهج التضييق على الرجال.. الرجال باقون والأمل يولد من رحم الألم.

والأمل في أن تصفع عدوك التاريخي، على وجهه أمام العالم. وهو واقفًا كالتلميذ البليد لم يستطع فعل شيء، مؤكد أن صاحب الحق عفي. حتى وإن حاول المحتل الزعم بأن الأمور تحت السيطرة.. حقًا سقط الكيان مغشيًا عليه أمام عزيمة من طلبوا الحرية وانتزعوها رغم أنف الغطرسة الصهيونية البغيضة، معلوم أن الوقوف وطرق باب الأمل مرارًا وتكرارًا هو كلمة السر .. ولما لا ومعلقة جلبوع أصبحت أيقونة لفلسطين جريح .. ولن يستمر بل هناك رجال عازمين على انتزاع الحرية وهم أهل لها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى