نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: سد النهضة ومعركة التوازنات (2-5)

مازال صدى الانحياز الروسي لأديس أبابا على حساب القاهرة، في جلسة مجلس الأمن يلقي بظلاله على المشهد العام في مصر. وسط تعقيدات في المفاوضات، بل وانسداد أفق بشكل ملحوظ، وهو ما ينبأ بصراع قريب وعاجل إن لم يكن هناك مفاجآت. خاصة وأن إثيوبيا تعيش حالة من الانتصار المزعوم. والقوة المفرطة وتقيم الاحتفالات داخليا بفحولة زائرها الجديد (روسيا). عقب توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون العسكري.

وفي واقع التقارب الروسي الإثيوبي يتكشف لنا بداية الحرب الباردة لهثًا وراء التموقع في إفريقيا عبر أديس أبابا نكاية في (القاهرة -واشنطن – بكين). موسكو رغم العلاقات، الاستراتيجية مع مصر تبحث عن مسارات عديدة لتهيمن على بعض الموارد في منطقة القرن الأفريقي، وتجل التعاون الروسي المصري على سبيل المثال في محطة الضبعة النووية وغيرها من الشراكات المثمرة والتي ظهرت بشكل جلي عقب ثورة 30 يونيو.

ولكن الجانب الروسي يعد نظام برجماتي بامتياز، يتحرك وفق استراتيجية تحقق له أقصى المكاسب. لا سيما على الساحة الإفريقية، وكشف ذلك الدور الذي ظهر به مندوب روسيا في مجلس الأمن، والذي يحمل أن العلاقات مع روسيا بدأ يكسوها حالة من الفتور، إلى وقت ليس بالقصير مستقبلياً في ظل محاولة القاهرة الحشد للرؤية المصرية في قضية سد النهضة، نجد الحليف ينتهج مسارًا مغايرًا لدفء العلاقات التي نراها خلال الزيارات الرسمية لكلٍ من قيادات البلدين.

وهو ما يؤكد النفعية من قبل موسكو. بمعنى يمكن أن أميل قليلا إلى إثيوبيا لضمانة موطئ قدم تمكني من إدارة الصراع المرتقب في منطقة القرن الأفريقي. وفي حالة تكالب بكين وواشنطن على الثروات هناك، أكون حاضرة بقوة لتقسيم الغنائم فوق جُثث ضحايا الحبشة.

روسيا تنظر لأفريقيا بأنها البنت البِكر، بيئة خصبة مليئة بالخيرات. وغيرها من المنافع التي تدر مصالح استراتيجية مع الدول التي تعاني من صراع. فهي تنتهز الفرصة للدخول بقوة على الخط قبل أي قوى أخرى، بل وتسعى إلى فرض هيمنتها على الطرف الأضعف في الأزمة مثلما يحدث مع إثيوبيا، ولو تحدثنا عن حالة الجفاء بين القاهرة وموسكو، سنجد أن الصراع الدائر ليس وليد اللحظة.

ولكن يرتبط ارتباط وثيق بـ الأمن القومي المصري، في الجانب الليبي ووجود قوات الفانغر الروسية، تلك المرتزقة التي تمتلك جيوشاً مدججة بأسراب ضخمة من طائرات الميغ والسوخوي وتتمركز في خليج سرت الاستراتيجي الذي تنتهي فيه مسارات أنابيب النفط… أدوات توازن وتمركزات جلية تحمل سيناريوهات تتضمن المصلحة وفق آليات المرحلة. ونستكمل معركة التوزانات لاحقًا.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى