منذ أن نجحت الدولة المصرية في الخروج من بوتقة الاختبار التي وضعتها لها الولايات المتحدة الأمريكية في تصعيد جماعة الإخوان الإرهابية عام 2011، وسقوطهم المدوي عام 2013 على أيادي أبناء الوطن الشرفاء ببركة ثورة 30 يونيو. وهناك مكائد ودسائس تعد لها في الغرف المغلقة لتركيعها سياسيا، أمام العالم، بمعنى أن سقوط الدول سيكون بأكثر من طريقة. والقيادة وجميع مؤسساتها تعلم ذلك.
وظهرت تحركات أمريكا وداعمي لوبي الخراب والدمار في المنطقة، في قضية سد النهضة، والتي أصبحت حديث الساعة على أفواه المصريين لما لها من تداعيات سلبية تؤثر على الأمن القومي المصري.
نقطة المياه شريان الحياه تتخذها الإدراة الأمريكية أداة للضغط على مصر لتحجيم دورها الريادي في المنطقة. بغية أن تسير وفق أهوائها مثلما يفعل أشباه قادة الدول. ولكن الواقع أن مصر أذناها عصيةً على القرص.
وفي واقع أزمة سد النهضة، يعيش أبناء الوطن حالة شديدة الخصوصة خوفًا على المستقبل وما ستؤول إليه المفاوضات بين الأطراف الثلاث مصر – السودان– إثيوبيا، قلق مشروع ومكفول لهم، عندما يرى المواطن الفقير التصريحات الماكوكية تتصدر وسائل الإعلام من الأحباش، وهم يتلاعبون بأعصاب 130 مليون مواطن مصري سوداني، يتهامسون ويتسامرون في الغدو والعشي، أي من الأوراق نستخدمها اليوم للضغط، ومن بين خوف محدق، وجفاف تريد إثيوبيا أن تفرضه على دولتي المصب. المواطن موجوع الخطى والوصول. يريد أن ينزاح تلك الكابوس السمج ونصل لحل يرضي جميع الأطراف. وبما لا يؤثر على التنمية المزعومة التي تتشبث بها إثيوبيا.
إثيوبيا تعمل وفق استراتيجية مرسومة لها، من أهل السيادة والريادة أينما كانت مواقعهم، حتى وصل بها الأمر في التصعيد بإعلانها امتلاك حق التصرف في 86% من مياه النهر، كما تمسكت بموعد الملء الثاني للسد يوليو المقبل، دون التوصل لاتفاق، كل ذلك يحدث أمام مجتمع دولي منبطح أصم، حتى الإدراة الأمريكية الحالية عندما أتت مسرعة ضغت الزر وألغت القرار الصادر عن إدارة ترامب بشأن تعليق المساعدات لإثيوبيا على خلفية سد النهضة، خطة تنفذ على أرض الواقع مختومة بختم الغدر.
بايدن يريد أن يضع خنجره في حلق الدولة المصرية، ولكن الذي لا يعلمه الجميع أن الدولة حاليا ليست مهترئة كما كانت من 10 سنوات.. وأمريكا وغيرها من أعداء الوطن يعلمون ذلك.
التسويف الإثيوبي، والرفض بعدم تدويل قضية سد النهضة نابع عن قناعة تامة. بأنها قد تتضرر من تلك الخطوة لذلك آثرت على نفسها. التملص والجري في الفضائيات الإعلامية لكي تطلق لأنفسها العنان. وكأن الأحباش أصبحوا قوى عظمى ويمتلكون جيش جرار قادر على تدمير العالم في سويعات قليلة.
ولا نلوم ولا نتنمر على أحد «الملاريا» تبطش بهم هناك. والجميع «يا مولاي كما خلقتني» لماذا الغطرسة إذا أعلم أنكم تحتمون بالحلفاء. ولكن عليكم أن تتذكروا ذلك جيدًا بأننا عقاب الله المرسل في المعارك، وإذا لم ترتكبوا خطايا عظيمة لم يكن ليبعث الله عقاباً مثلنا عليكم.. خلص الكلام!