نون – الأردن
صدرت في العاصمة الأردنية عمان الطّبعة الرّابعة من رواية «أًعْشَقُني» للعام 2019 للأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة الدكتورة سناء الشّعلان، وقد صدرت هذه الرّواية التي تقع في 226 صفحة من القطع المتوسّط في 8 فصول .
وحصلت رّواية «أًعْشَقُني» على أكثر من جائزة، مثل جائزة دبي الثّقافية للإبداع للعام 2010/2011 في دورتها السّابعة في حقل الرّواية.
والرواية امتداد لروايات الخيال العلمي عبر توليفة سردّية روائية رومانسيّة، وباختصار نستطيع أن نلخّص فكرة الرواية في كلمة بطلتها في البداية حيث تقول:« وحدهم أصحاب القلوب العاشقة من يدركون حقيقة وجود بُعد خامس ينتظم هذا الكون العملاق،أنا لستُ ضدّ أبعاد الطّول والعرض والارتفاع والزّمان، ولستُ معنية بتفكيك نظرية إينشتاين العملاقة التي يدركها، ويفهمها جيداً حتى أكثر الطلبة تواضعاً في الذّكاء والاجتهاد في أيّ مدرسة من مدارس هذا الكوكب الصّغير، ولكنّني أعلم علم اليقين والمؤمنين والعالمين والعارفين والدارين وورثة المتصوّفة والعشّاق المنقرضين منذ آلاف السّنين أنّ الحبّ هو البُعد الخامس الأهم في تشكيل معالم وجودنا، وحده الحبّ هو الكفيل بإحياء هذا الموات، وبعث الجمال في هذا الخراب الإلكتروني البشع، وحده القادر على خلق عالم جديد يعرف معنى نبض قلب، وفلسفة انعتاق لحظة،أنا كافرة بكلّ الأبعاد خلا هذا البعد الخامس الجميل».
فهذه الرّواية تقدّم مساحات النّفس الإنسانيّة بما فيها من معضلات فكريّة ونفسيّة وجسديّة عبر منظور زمني عامودي يخترق أكثر من ألفي عام من تاريخ الحضارة الإنسانية، حتى النفاذ إلى ألف عام أخرى مستقبليّة مفترضة حيث عام 3000 ميلادي عبر توليفة استشرافيّة فنتازية لما قد يكون عليه مستقبل البشريّة في ضوء معطياتها الحاضرة، وانطلاقاً من أزماتها الرّاهنة في إزاء خيال علمي يعد بالكثير من التقدّم على المستوى التقني، في حين يظلّ عاجزاً عن الارتقاء بإنسانية الإنسان، وقاصراً عن السّمو بقلبه وعقله، ليظلّ هو الآخر حبيس أزمات الإنسان ومعضلاته وأفكاره وأسئلته الكبرى.
رّواية «أًعْشَقُني» تهجر التّخوم لتدخل إلى عوالم الأسئلة الكبرى عند الإنسان،مثل:الموت والحياة والسّعادة والخلق والقوة والعلم والجنس والعشق والدّين والرّب والسّلطة والثّورة والنّصر والهزيمة والفرد والجماعة، وتحاول أن تقدّم تجربة عشقيّة هاربة من عالم المادي التقني المفترض في المستقبل في ضوء الخيال العلمي، لتقدّم تجربة طوبائيّة للعشق والجنس والخلود والامتداد البشري.
وهي بذلك تهزأ من تشيء الإنسان في الوقت الحاضر، وتقدّم نبوءة متشائمة لمستقبل البشرية إن أصرّت الإنسانيّة على ما هي عليه من فرقة وقسوة وحروب ووحشيّة وانتهازيّة ودمار؛ فترسم عوالم مستقبلية في جغرافيّة كونيّة هائلة تمتدّ إلى كلّ كواكب درب التبّانة، وتشمل البشريّة جمعاء في مشهد بشريّ مأزوم في مستقبل يدين للآلة والبراغماتيّة والعلم المقطوع عن الإنسانيّة وعن السّماء، ويحوّل الإنسان إلى رقم كونيّ مفرغ من الأمل والمشاعر والذّاتيّة بل ومن السّعادة.
وقد حظيت الرّواية باهتمام الباحثين إذ إنّ هناك الكثير من أطروحات الماجستير والدّكتوراه قد تصدّت لدراستها في الوطن العربيّ، كما حظيت باهتمام النّقاد،إذ قالوا عنها:أ.د.نور الدّين صدّار«قد حظيت بالكثير من الاهتمام» لما توافرت عليه من جمال الاشتغال على الشّكل والمضمون في بوتقة سرديّات الخيال العلميّ التي تقدّم تصوّراً جديداً للكون، وتفترض صيغة جديدة للحياة والنّجاح والاعمار بأدوات المحبّة والخير والسّلام؛ غنام محمد خضر: لقد صنعت لها مكاناً مهمّاً في مشهد الرّواية العربيّة لما تنطوي عليه من تجربة روائيّة خاصّة من حيث الشّكل والمضمون،وهي تجربة لها خصوصيتها؛أ.د.ضياء غني العبودي:« تُعدّ رواية أعْشَقُني من الرّوايات التي تعتمد على تقنيات حديثة، وتُعدّ العجائبية واحدة من أهم تلك التّقنيات التي استطاعت الدّكتورة سناء توظيفها بشكل ناجح.ومن المعروف أنّ هذه العجائبية تقوم في بنيتها على أحداث تفوق الطبيعي، وتعمل على إثارة دهشة المتلقي، في إطار صوفي فلسفي عجائبيّ»؛خضر اللامي:«ستبقى رواية أُعْشَقُني عالقة في ذهن المتلقي العربي لغرائبيتها، قد تناولت سناء الشّعلان ثيمة مهمة وهي الحبّ والجنس والقيم والأخلاق وصراعها ضدّ مخلوقات كونيّة تحوّلت إلى محض آلة على كوكب آخر»؛أ.د عدنان الظاهر:« الحبّ هو إكسير الحياة، محرّكها وطبّها وشفاؤها. هذه هي نظرية سناء المقتنعة بها وعنها لا تحيدُ. تعتقد أنَّ لهذا البٌعد الفضائيّ طاقة جسيمة هي طاقة الحبّ، طاقة البُعد الخامس»؛سيد الهيبان:«قدّمت الأديبة الأردنية د. سناء الشّعلان في روايتها «أَعْشَقُني» رؤى لعالم خيالي و أدبي على نهج روايات الخيال العلمي التي لم تجذب الاتجاه إليها بالقدر الذي يجعل منها رافداً له حضوره على المشهد الإبداعيّ العربىّ».
وقال د.ميسون حنّا:«الرّواية فيها إقناع ودهشة حيث أنّها غير مألوفة لتصبح عند قراءتها قريبة من القلب»؛أ.د سمير الخليل:«وبذلك مثلت هذه الرّواية احتفاءً خاصاً بالذّات الأنثويّة المتكوّنة بصورة الحبّ والجسد والسّلام والأمومة»، أ.د عبد العاطي كيوان:«لقد أظهرت سناء الشّعلان في روايتها فيضاً شغلنا على مدار الحدث،وهي- أيّ الرّواية- وإن بدت تغلق الأبواب بداية أمام متلقيها،إلاّ أنّها كشفت عن كلّ هذا جملة واحدة حينما اقتربت من النّهاية… كذلك تكشّفت الرّواية من شيء آخر في وريقاتها الأخيرة، تجسّد في نوع من علاقة فاعلة بين الصّوفي والعاشق والفيلسوف»؛ آوات محمد أمين:«إنّها رؤية جديدة، وتعريف جديد لمفهوم «الاغتراب» وصياغته في أطر وأبعاد لم نألفها من قبل، تلك هي رواية (أَعْشَقُني)،كما فعلت الرّوائية سناء الشّعلان في تقسيم عالم الرّواية على خمسة أبعاد، فإنّني وجدت أكثر من بعد لمفهوم الاغتراب على طول الخط البياني للرّواية»؛ نازك ضمرة:«فنحن في رواية (أَعْشَقُني) أمام نص خارج عن مضمون ومجرى وحتى مستوى النصوص العربية المعروفة وخاصة في الأدب العربي الأنثوي»؛فـرج مجـاهد عبـد الوهـاب:«هذه الرّواية قدّمت تجربة ماتعة من نوع خاص جداً…،وهي أضافت شيئاً كثيراً لفضاء الرواية العربية المعاصرة ».