نون والقلم

صبحة بغورة تكتب: عيد الشرطة المصرية.. استعراض أمني برسائل سياسية

عيد الشرطة المصرية الـ73 هو عيد شرف الوطنية المصرية وكرامة شعبها ضد احتلال بريطاني نسي أنه يطأ أرض الكنانة.

أحيت مصر الذكرى الـ 73 لأحداث حرب كرموز في شهر يناير 1952بمدينة الإسماعيلية حين توجهت قوات الاحتلال الإنجليزي حينذاك إلى مبنى المحافظة بأكثر من 7000جندي ودبابات سنتوريون ومدرعات سلاح الفرسان الملكي ومدافع طراز «برن» لتحرير سجين إنجليزي دون احترام للسيادة المصرية، فحاصروا قوة من 800 من رجال الشرطة المصرية بسلاحهم الخفيف انضم إليهم عندما احتدم الاشتباك المتلاحم المباشر شباب عامة الشعب من البسطاء المصريين، تمكنوا من نسج أروع ملاحم البطولة وجسدوا أشرف صور التضحية والفداء.. والانتصار.

إحياء المناسبة صادف ظروفا حالية بالغة التعقيد وشديدة الحساسية محيطة بمصر وشعبها، إنه وضع دولي وإقليمي مليء بالتحديات الأمنية.. وبالتهديدات المباشرة التي تلامس حدود التهور السياسي وعلى نحو يكاد يشابه ظروف أحداث كرموز، فهناك من يريد أن يعيد التاريخ نفسه ويسلب الإرادة والسيادة الوطنية بمشاريع مؤامرات استيطانية على أرض الفيروز المباركة.

الفارق اليوم كبير فلم تغفل مصر يوما عن حقيقة ما يحاك ضدها في محيطها القريب والبعيد، وإدراكها العميق لأبعاد المؤامرات التي تستهدفها هو وراء عملها الدؤوب لتجسيد قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوكم..» وبقي وحدهم فقط هؤلاء الذين استسلموا لعرائس غيهم الشيطانية أعداء وطنهم والمتآمرين على أهلهم الذين سخروا من أبعاد السياسة الأمنية المصرية يشاهدون من بعيد كيف يبني الشعب قواعد المجد وحده، وكيف يطبق شعار «يد تبني، ويد تحمل السلاح» إنه منظر يسؤوهم ويسيء إليهم أمام من سخّروهم من الأعداء لخدمة أطماعهم.

المناسبة كانت فرصة عرضت قوات الشرطة فيها جانبا فقط مما تتمتع به من قدرات أمنية ضخمة وإمكانيات رادعة ومهارات قتالية، فجاء الاستعراض محملا برسائل بليغة: لقد اطمأن الشعب إلى مستوى السلامة الأمنية لوضع وواقع البلاد، ومن جهة أخرى بعث الاستعراض الكثير من مشاعر الرهبة في قلوب أعداء الله، إن ما ينتظرهم في مصر هو الجحيم بعينه.

الرسائل السياسية للاستعراض العسكري رد قوي على أقزام يتطاولون ودهماء يخططون للنيل من شعب ضحّى كثيرا بالآلاف من أبنائه منذ فجر التاريخ للدفاع عن أرضه وعن قضايا الشعوب العادلة، وهو نفسه اليوم القادر على تجاوز مرحلة الدفاع عن سيادته إلى مرحلة الردع القوي أمنيا وعسكريا في الدفاع عن حقوقه.

لقد استغلت القيادة السياسية الحدث للتأكيد على أن مصر إنما تدافع عن بلادها وأرضها وعن قيمها ومبادئها، وأنها أمام طبيعة هذا الموقف فهي لا تملك خيار الصمت ولا تتمتع رفاهية الوقت في التأجيل والتأخير، ويبدو أن هذا الموقف يعكس احتقانا شديدا في العلاقات على خلفية تباعد المواقف الدولية وتناقض المصالح وتضارب الأهداف الإقليمية حول حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه .

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى