حلت سيناء في قلوب الشعراء الذين تغنوا باسمها في قلب مدينة الأقصر الشهيرة بأنها وادي الملوك وحاضنة معبد الكرنك الشهير حيث نظم بيت الشعر نهاية الأسبوع الماضي أمسية بعنوان “سيناء قلب الوطن ” شارك فيها ثلاثة من شعراء الفصحى من أهالي مدن العريش و رفح و بئر العبد في محافظة شمال سيناء هم: محمد ناجي حبيشة والدكتور صلاح فاروق العايدي و الشاعر الشاب محمد اسماعيل، حيث تناوب الشعراء إلقاء قصائدهم تعبيرا عن اعتزازهم بسيناء كواجهة للوطن وعن تضامن الشعراء و المبدعين مع أهلها في مواجهة ما تتعرض له من إرهاب منذ سنوات ، و تأكيداً على وقوفهم ضد التطرف و مساندة الجيش الوطني فيما يواجهه من تحديات على أرضها.
و في بداية الأمسية قدم الشاعر حسين القباحي عرضا مختصرا لأهداف بيت الشعر في الأقصر والذي افتتح منتصف الشهر الماضي ضمن منظومة بيوت الشعر بالبلدان العربية في إطار المشروع الكبير الذي أسسه ورعاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة.
و بدأ الشاعر محمد إسماعيل بقصيدته : ” في حب سيناء ” التي يقول فيها:
كما قرأ من قصيدته ” وصايا الرمال ” وهي من الشعر العمودي و لكنه كتبها على طريقة الأسطر الشعرية
للرملِ ذاكرةٌ
تهدّهدها الحكايا
والريحُ تخلعُ عُريَها فتصير نايا
الشمسُ تغفو لحظةً
فأرى غدي
من جفنِ تلك الشمسِ
أبصرها رؤايَا
سافرتُ تتبعني الجهاتُ
دخلتُني حربًا
كأني قد دخلتُ حمى سوايَا
وأرى سرابي
في الرمالِ حقيقةً
ثم التقى جمهور بيت الشعر مع الشاعر الدكتور صلاح فاروق العايدي الذي صدرت له ثلاثة دواوين شعرية تحمل عناوين ” فنجان قهوة لطاولة المقعد الفارغ ” و ديوان “الحياة السرية للآباء ” و ديوان ” من أجل سيدة أخرى ” وقرأ من قصيدة ( مثلما قلت ):
و من قصيدة
( العطر )
كان جميلا أن أصل بحقيبتين
وبى رغبة لا تقهر فى الرحيل
وكان جميلا أن أعرف أن الليل لن ينتهى
وأن النشوة التى بلغتها لم تكن غاية فى ذاتها وإنما بداية لقاء.
ثم قرأ الشاعر الأقصري / علي حسان عدداً من قصائده العمودية و التفعيلية منها من قصيدة ” ليس طفلا وحجارة ”
ديوان ” يأتي العاشقون إليك ”
آخرُ مَن تُلقِّبهُ القصيدةُ ،، بالجبانْ !!
ثم عالج في قصيدته التالية قضايا المحرومين و البسطاء و المهمشين :
أعطني ـ يا ربُّ ـ خُبُزًا …
لا قصورًا ! أو جوارِ …. !!
واسقني ماءً هنيئـًا ،
ليس خمرًا …
غيرَ أنَّ الخُبُزَ ـ فردًا ـ
ليسَ موجودًا جواري … !!
أعطني أيضًا فتاتي
( كي تؤانسَني ) بليلِي
بعد سعْيي في نهاري .. !
يا إلهي
ـ أنتَ تعلمُ ـ
لا أُماري !!
مَن يُعِدُّ إليَّ خبزي في حياتي …
ويصبُّ الماءَ صفوًا ..
هيَ فتاتي … !!
إنني طالَ انتظاري
واختتم الشاعر السيناوي الكبير محمد ناجي حبيشة فقرات الأمسية بقصائد تنوعت بين أجواء إنسانية و عاطفية و وطنية رحبة حيث غرد في قصيدته ” زهرة النار ” :
يثور فيلقي عليهم نفايات ما ألقت الشاحنات وعند العشاء الأخير ،سقطت بواد الملوك ولن يذكروك ولكنهم سيبكون دوما على أحرف المائدة فهل ضلّ قومك في التيه لا يعبئون بموسى وقد شغلتهم عصاه ليجنوا من خلفها الفائدة ؟ جدارية أنت سطرتَ فيها الرسالة روحًا ونبضًا فروحك في الحق قائدةٌ رائدةْ فيا طفل غزة يا زهرة النار رمادك نذروه نحيي به الأنفس الهامدة .