اخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: قطار التعليم يخرج عن القضبان

الحقيقة المؤكدة أن التعليم في بلادنا أصبح أزمة، وإن كانت ليست وليدة اليوم لكنها وصلت مع التطوير الجديد إلى عنق الزجاجة، لعدة أسباب أدت إلى احتقان الأوضاع التعليمية في مصر بهذه الصورة وجعلتها في أولويات الأسر المصرية.

عملية التطوير التعليمي في مصر يقودها الدكتور طارق شوقي صاحب التجارب التعليمية الناجحة في اليونسكو والعديد من الدول الأخرى.. لكن السؤال هل ما يطبق في دولة ما ويؤتي ثماراً جيدة، ينفع تطبيقه في دولة أخرى؟

في الإجابة يكمن العلاج الحقيقي لأن البنية التحتية التعليمية في مصر لا تستوعب عمليات التطوير المتلاحقة إلا بعد إجراء تغيير جذري للعديد من الأصول والثوابت والمرتكزات، ولتحقيق ذلك فإننا نحتاج إلى خطة طويلة الأمد تصلح ما أفسدته عشوائية التعليم في بلادنا منذ سنوات طويلة.

نعم نحتاج أولا إلى إعادة بناء المدرس من جديد ونحتاج إلى تنشئة أجيال جديدة من الطلاب تعمل العقل والابتكار بدلا من نظرية «حافظ مش فاهم» وتبقى تهيئة البنية التحتية للمدارس ليس في القاهرة الكبرى فقط، ولكن في القرى والأرياف والنجوع في كافة ربوع مصر لتكون مهيأة لاستقبال مدارس المستقبل.

ونعود لقضية اليوم وهذا اللغط الكبير حول التابلت والسيستم وغضب أولياء الأمور والطلاب وما أحدثه من بلبلة كبيرة وصلت للمطالبة بإقالة الوزير وسط هجوم حاد مبرر وغير مبرر، وهذا يجرنا للحديث عن المنظومة المتكاملة لنجاح أي مشروع قومي خاصة في الأمور التي تحتاج أكثر من وزارة لضمان هذا النجاح.. فوزارة التعليم مسؤولة عن أفكار التطوير والخطط والآليات، أما السيستم والنت والتأمين وغيرها فهذه مسؤولية وزارات أخرى لا تقل مسؤوليتها أهمية.

ويبقى أن أي مشروع جديد قبل إطلاقه لابد أن توجد له دراسة جدوى شاملة وتتوفر له الميزانية الكاملة بالإضافة إلى آليات عمل واضحة تتضمن ضوابط تنسيقية بين الجهات المعنية مع وضع احتمالات للخطأ ووضع البدائل وقت الأزمة.

الحرب ضد وزير التعليم ليست وليدة اليوم فقد خاض العديد من المعارك مع مراكز القوى داخل الوزارة ومع أباطرة الدروس الخصوصية ومع أصحاب المدارس الخاصة، وغيرها وساندناه في جميع هذه الحروب.. إلا أن العجلة في تنفيذ خطة التطوير دون الدراسة الكافية وبهذه السرعة غير المدروسة أدى إلى خروج قطار التعليم عن القضبان مما يتطلب وقفة فورية لضبط الأمور وإجراء جراحة عاجلة تطمئن الطلاب على مستقبلهم وتعيد العملية التعليمية إلى القضبان من جديد.

وتبقى كلمة.. تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة من العشوائية غير المنظمة لتصفية الحسابات، والأخطر هو كم المعلومات الكاذبة التي يتناولها البعض على أنها معلومات مؤكدة فتثير البلبلة والفزع بين الناس.. أحذروا فليس كل ما صفي لونه عسلاً!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى