كورونا هزمت العالم أجمع وباتت تجتاح أعظم الحصون والقلاع في عمليات فتك وإبادة أفزعت الجميع وأغلقت الحدود وأوقفت المطارات وحرقت الموانئ والملاحة وتطورت الأمور إلى تعليق الدراسة في العديد من الدول.
كورونا التي هبطت علينا من السماء بدون سابق إنذار أثبتت أن هذا العالم «هش»، وأن خزائن الأموال والقوى المزعومة وترسانات الأسلحة النووية لا تمنع قدر وتقف كلها مسلوبة الأيدي أمام فيروس مزق خيوط العنكبوت!!؟
وبصرف النظر عن كون هذا الفيروس مخلق أو غير مخلق، فإن إخراج العفريت من «القمقم» أيسر كثيرا من إعادته أو القضاء عليه، ولم يعد أمام العالم أجمع في طريق الخلاص من المرض اللعين سوي التحلي بالصبر والمزيد من الإجراءات الاحترازية والكثير من التجارب المعملية، والبعد عن التهويل ونقل الشائعات والمبالغة في تداولها فانتظار البلاء أشد قسوة من وقوعه.
ووفقا لما يتم تداوله من أخبار ومعلومات عن فيروس كورونا فإنه حتى المكوث في المنازل وعدم الخروج إلى الشارع أو العمل لم يعد صاحبه في مأمن، ونظرا لما يشاع فإن المرض أقرب إلينا في كل الأوقات والأماكن فإنه ينتقل عبر العديد من الوسائل والعادات اليومية، وقيل إنه ينتقل خلال استخدام التليفونات المحمولة التي تخزن الفيروس عبر ثناياها وكذلك عبر الأوراق النقدية وفي كل الأماكن التي لامسها مريض كورونا وأماكن التجمعات والأسواق التجارية ودور العبادة والمدارس وغيرها.
وتعامل الدول مع فيروس كورونا الفتاك اختلف من دولة إلى أخري البعض غالي في المنع والآخر معتدل والنوع الثالث أجل الأمور لوقت الكارثة تاركا الخيار للطوفان.
دول عربية وأجنبية علقت الدراسة في المدارس والجامعات واعتمدت على نظام التعليم عن بعد وأخري أنهت العام الدراسي لطلاب رياض الأطفال لأنهم يدخلون ضمن الشريحة الأكثر تعرضا لضعف المناعة ودول أخري تتعامل مع الأمر على طريقة النعامة وتنتظر الرمال المتحركة علما أن العالم أجمع بات يتحرك سريعا هربا من هذا الوباء الأشد فتكا من الطاعون والكوليرا وسارس وغيرها .
الحرب ضد كورونا بمثابة الحرب العالمية الثالثة لأنها موجهة إلى العالم أجمع بلا استثناء وإذا صارت بهذه الوتيرة من السرعة والتمحور فعلى الدنيا السلام وسوف تخلف ضحايا أكبر بكثير من ضحايا الحروب التقليدية.
وتبقي كلمة العديد من الدول علقت الدراسة بها خوفا على طلابها رغم عدم الكثافة والتقدم الطبي والاحترازي لهذه الدول وبلغ عدد هذه الدول 12 دولة حول العالم وهى الصين، الكويت، الإمارات، السعودية، العراق، البحرين، إيران، كوريا الجنوبية، إيطاليا، اليابان، فلسطين، عمان، فماذا عن باقي الدول المعروفة بالكثافة الطلابية ومنها مصر ؟ ولماذا لا نستتر حتى ينتهي الطوفان؟.. أرحمونا وفلذات أكبادنا يرحمكم الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية