- أهم الأخبارنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: رغم أنف ترامب.. فلسطين والجولان قلب العروبة

حكاية أخوة يوسف حكاية يندى لها الجبين، ودوَّنها القرآن الكريم لتكون عبرة وعظة للعالمين.. لكننا كعرب وأبناء عمومة لا نتعظ، والتاريخ يدون أن نفس الأخطاء نرتكبها بدل المرة مليون مرة ، ورغم المخاطر والفاتورة المثقلة بالأرض والعرض والملونة بالدماء، إلا أننا نعيش بذاكرة الذبابة « لا تتجاوز بضع ثوانٍ، تنسى بعدها ما عرفته»، وأصبح الشائع عنا أننا نُلدغ من الجحر الواحد ألف مرة.

وقصة أخوة يوسف قديمة وحكاها القرآن الكريم لنا قبل 1440 عاما ومع ذلك الوضع يزداد سوءًا .. ومازالت القصة تتكرر، فكم من يوسف اجتمع عليه إخوته، وكم من يوسف قتله أو شارك في قتله إخوته، وكم من إخوة انفضوا عن بعضهم البعض.. وتبقى الحقيقة، مات يوسف، ومات نصف إخوته، والباقون يقاومون البقاء ما بين نزاعات داخلية ومواجهة إرهاب مدمر أو الإذعان لعدو متكبر لا يكفيه ثمن الحماية، لكنه يسلب منا أغلى ما نملك.. الأوطان.

ولم تعد أغنية المبدع لطفي بوشناق «خدو المناصب والمكاسب.. لكن خلولي الوطن» هدفا لبني العروبة بعدما تبدد كل شيء وضاعت المناصب والمكاسب، وحتى الوطن بخيره وثرواته ومستقبل أجياله.

باختصار.. حكايتنا في  صورة خريطة كانت متلاحمة ومتلاصقة ولوحة فنية مبهرة الجمال وقوتها ترعب العالم، فتحولت بفضل إبليس وأعوانه إلى صورة مشوهة ممزقة وفواصل استعمارية بشكل جديد «وإحنا راضيين وشعارنا الله يبارك في اللي باقي».

ولأن العرب مساكين، ومن غير العم سام حياتهم مهددة من جيرانهم وأشقائهم وأبناء عمومتهم، ولأن المليار مسلم غير موحدين، وضعت أمريكا يدها على الغث والسمين، وأصبحت حاملة لمفاتيح خزائن السلاطين والملوك وبدأت تغير في الخريطة ونحن العرب مذهولون ، ومندهشون ومنددون، وفي النهاية نهز رؤوسنا  ونكتفي بالصراخ والعويل.

العام الماضي تحدت أمريكا بقيادة ترامب العالم وقبله بالطبع العرب والمسلمين، ونفذت وعد من لا يملك لمن لا يستحق ونقلت سفارتها في تل أبيب إلى مدينة القدس العربية، واليوم ترامب «المسيطر» يطلق الطلقة الثانية على قلب العروبة، مؤكداً أنه حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة إسرائيلياً منذ عام 1967، والدور طبعا على صفقة القرن!!.

من أراد أن يعرف حال العرب وماذا أصابهم من وهن وضعف ، فلينظر إلى العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وقبلها جميعا فلسطين زهرة المدائن، وغيرها.. للأسف الشديد القاتل عربي .. المقتول عربي .. السلاح أجنبي.. المال عربي .. الوطن عربي.. المهزوم عربي .. المنتصر أجنبي.. المخطط أجنبي.. المنفذ عربي.. الدم عربي.. العرض والأرض عربية، والحكاية من البداية للنهاية «أخوة يوسف» مع تغيير بسيط أن الأشقاء في قتال مستمر ونزاع لا ينتهي ونأمل أن يفيق الجميع قبل الندم؛ فالبكاء لا يعيد الأوطان والشجب والتنديد والعويل ليس من شيم الرجال.

نبضة.. عربي أنا مقطع الأوصال.. ما بين رأسي وصدري يجثم الاحتلال.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى