ملايين المصريين يحبسون أنفاسهم وتزداد دقات قلوبهم خوفا وهلعا مع اقتراب يوم الأحد المقبل 21 يونيو انطلاق مارثون ثانوية كورونا، التي جاءت في ظروف استثنائية، حيث تمكنت الدولة من حل كافة المعضلات التعليمية تقريبًا في ظل هذه الظروف العالمية بسبب جائحة كوفيد19، ولم يبق إلا أزمة طلاب الثانوية العامة والأزهرية والفنية، وطلاب السنة النهائية في الجامعات.
المسألة تتعلق بـ1.4 مليون طالب وطالبة منهم 652 ألف طالب بالثانوية العامة، بالإضافة إلى قرابة 770 ألف بالدبلومات الفنية، وبلغ إجمالي عدد طلاب الثانوية الأزهرية عن 75 ألف طالب. يضاف إلى هذا الرقم ما يقارب من 300 ألف عضو يشاركون في أعمال الامتحانات ما بين ملاحظ ومراقب ورئيس لجنة سير ومقدري درجات.
ووفقا للأرقام السابقة فهماك ما يقارب من 2 مليون مواطن سينزلون إلى الشوارع لهذا الغرض حتى وإن كان في أيام متفاوتة.. لكن الحقيقة أن هذا الأمر يُهدد بكارثة حقيقية خصوصًا إذا أضفنا إلى هذا العدد أرقام مضاعفة تتعلق بأولياء الأمور الذين ينتظرون قريبًا من اللجان لشد أذر أولادهم وفي نفس الوقت خوفًا عليهم من فيروس كورونا القاتل.
قبل خمسة أيام بالتمام والكمال باتت الصورة قاتمة، مدرسون يفرون من أعمال المراقبة خوفًا من المرض اللعين ويبذلون ما يستطيعون من جهد لتشملهم مظلة الإعفاء، وبالطبع الأعداد الكبيرة التي قررت الفرار سيكون لها تأثير سلبي على سير عملية الامتحانات وربما هددت بإلغائها في ظل العجز الكبير الغير محسوب حسابه.
أولياء الأمور.. الأمر بالنسبة لهم كارثي، فكيف يقتنعون أن هذا العام الكارثي وهذا الفيروس القاتل حرم أبنائهم من المدرسة ومن الدروس الخصوصية ومن الذهاب إلى السناتر، وحبسهم في المنازل منذ اندلاع الجائحة وحتى اليوم، وأن المطلوب منهم الزج بفلذات أكبادهم إلى عرض الشارع في ظل وصول الفيروس للذروة وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات إلى أرقام غير مسبوقة، وتبقى المقارنة والحيرة والاختيار الأصعب مستقبل الطلاب أهم أم أرواحهم.
ويبقي الطلاب وهم الحلقة الأضعف لهذه المعادلة الصعبة فعندما وصلوا إلى العام الذي يحلمون به وهم على أبواب تحقيق مستقبلهم، اهتزت الأرض من تحت أقدامهم وأصبحت الصورة أمام أعينهم مشوشة ومشوهة بين حاضر يحف جنباته الموت ومستقبل مجهول، فقد ضاعت جهودهم بين الرعب والخوف والاعتماد على أنفسهم وإمكانياتهم الضعيفة بعد غياب المدرسة والمدرس في عام مصيري، وبالطبع بين قدرتهم الفعلية وأحلامهم هوة سحيقة محفوفة بالمخاطر.
طلاب ثانوية كورونا مظلومون لأنهم آخر جيل في نظام الثانوية العامة القديم، ومن ناحية أخري تحول كل شيء بالنسبة لهم في هذا العام الاستثنائي إلى دراما سوداء قتلت الآمال ووأدت الأحلام وأطفأت بريق الفرح في قلوبهم وقلوب ذويهم، فمعطيات ثانوية كورونا تؤكد أن النتائج ستكون كارثية.
ولأن المستقبل وموسم الحصاد لمن ربي وكبر ولمن سهر الليالي وتعب، تحت وطأة الكوابيس ورعب الواقع التراجيدي ورائحة الموت التي صبغت وجه العالم فإن الأمر إذا لم يكن منه بد، فلابد من زيادة مساحة التيسير في هذا العام الاستثنائي، وأن تطل علينا الحكومة في كل يوم بل في كل ساعة بما هو جديد ومبشر بالخير ويكون داعمًا قويًا لرفع معنويات الطلاب وأسرهم.
إن كوفيد 19الذي سلب الحياة من الأجساد فشل في سرقة أحلام ينابيع المستقبل وسوف يكتب الله لهم النصر وتستمر الحياة ويبقى هذا الكابوس اللعين ذكرى وسندعو الله كلما تذكرناها أو تذكرتها الأجيال التالية ألا يعيد هذه الأيام السوداء.
همسة.. أبنائي الطلاب سيذكركم التاريخ أنكم الأفضل في هذه المحنة وقد حاربتم المرض وقاومتم الموت وانتصرتم لأحلامكم ووفرتم لوطنكم الحماية بالعلم والنجاح والاستمرارية.
samyalez@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية