- أهم الأخبارنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: ثانوية كورونا بين الرعب وشبح الموت

الثانوية العامة كابوس سنوي يؤرق حياة ملايين المصريين منذ عقود طويلة.. لكن الكابوس هذا العام له مذاق أكثر مرارة وهلع ورعب لأنه بطعم كورونا، ذلك الفيروس القاتل الذي يهدد العالم أجمع في آن واحد وراح ضحيته الآلاف بلا رحمة.

رعب الأعوام الماضية كان متعلقا بالمجموع وتحديد المسار وكليات القمة وأحلام الطلاب وموسم الحصاد لأولياء الأمور، أما العام الجاري، فإن الامتحانات سوف تأتي في ذروة انتشار الفيروس وقمة الجائحة التي حولت حياتنا إلى جحيم، فرغم الخيارات التي وضعها وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، لم يريد تأجيل الامتحانات، فإن الأمر بالنسبة لأولياء الأمور بات أكثر صعوبة بمن يضحون «مستقبل الطلاب أم أرواحهم».

الكارثة المقبلة تعدت الكلمات الرنانة، لكنها تعزف على أوتار الموت داخل قلوب وعقول الملايين، حيث يبلغ إجمالي عدد الطلاب الذين سيؤدون امتحانات الشهادة الثانوية العامة والدبلومات الفنية هذا العام 1.4 مليون طالب وطالبة، سيتدفقون إلى شوارع الجمهورية بصحبة أولياء الأمور المرعوبين من شبح الموت ورهبة الامتحانات.

الأهم من ذلك هو الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الطلاب بسبب الفيروس اللعين والإجراءات الاحترازية المكثفة والتي تنعكس سلبا بما تخلفه من رعب على التحصيل والإجابة والتركيز بوسط هذا الكم الخوف بالإضافة إلى الهلع في حالة الشعور بأعراض البرد وارتفاع درجة الحرارة عند الوصول إلى اللجنة وتحويل المصابين إلى المستشفيات والساعات المهدرة قبل موعد بدء الامتحان في التعقيم والتجهيز وكأنهم مقبلون على غرفة عمليات أو عناية مركزة.

العديد من الطلاب وأولياء الأمور طالبوا مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بإلغاء امتحانات الثانوية العامة المؤهلة للجامعات واعتماد امتحانات للقدرات بدلا منها، وآخرون طالبوا بتأجيلها مرة ثانية حتى يهدأ عنفوان الفيروس، ومن جانبه أكد الوزير خلال العديد من التصريحات الإعلامية أنه لا يمكن قبول فكرة إلغاء الامتحانات واستبدالها بشيء أخر تحت أي ظرف من الظروف، وأن هذا الأمر مخالف للقانون في ظل غياب تكافؤ الفرص بين الطلاب.

وتبقى الأزمة مستمرة ومشتعلة وتزداد ضراوتها كلما قرب موعد بدء الامتحانات بالتوازي مع تصاعد حدة جائحة كورونا، فيزداد الطلاب ارتباكا وأولياء الأمور رعبا ما بين النتيجة السيئة المنتظرة بناء على ما تقدم من معطيات بالغة الخطورة، وبين الخوف من إصابة فلذات أكبادهم بشرارة المرض الملعون التي تنتقل إلى باقي أفراد الاسرة بسرعة النار في الهشيم.

الأمر يحتاج إلى لجنة وزارية عاجلة على أعلي مستوي لدراسة هذا الخطر الداهم والبدائل المتاحة والحلول المقترحة، مع دراسة تجارب دول الجوار، والأهم كيف نتعامل تربويا ونفسيا مع الطلاب؟ وكيف نزيل هذا الرعب من نفوسهم؟ وكيف نعيد الطمأنينة إلى أرواحهم البريئة وإلى قلوب ذويهم.

ثانوية كورونا التي نأمل من الله أن «يقصف عمرها» وألا تمتد إلى أعوام مقبلة ستبقي عام دراسي فاصل في حياة الطلاب وربما امتد تأثيره إلى أعوام عديدة مقبلة سوف نتذكرها بشيء من الندرة بعد التغلب على هذا المجهول المدمر.

إننا نحتاج إلى الإنصاف والعدالة بحق الطلاب، وإعادة السكينة والهدوء لأولياء الأمور الذين استثمروا في أولادهم 18 عاما من العناء والشقاء وسهر الليالي انتظارا لهذه اللحظات الفارقة، في ظل هذه الصورة المهزوزة المشوهة لمستقبل غامض في ظروف استثنائية برائحة الموت.

همسة لوزير التعليم.. المدارس الخاصة حصلت مصروفات الترم الثاني والباصات كاملة دون رحمة.. الامر يحتاج إلى إعادة نظر في هذه الآلاف المهدرة «حراااااااام».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Back to top button