نون والقلم

سامي أبو العز يكتب: اليوم العالمي للسعادة.. والعلامة «111»

العالم يحتفل باليوم العالمي للسعادة رمزاً للهناء وراحة البال وتحقيق المنال من رب العباد.. ولأن السعادة باتت رفاهية وتدخل في جدول الممنوعات بالنسبة للدول «النايمة».. وبالمناسبة هذا مصطلح للدول التي تضمها قائمة أشد سوادا وفقرا تحت الدول النامية، والفرق بالطبع كبير جدا، فإن هذا الحلم مُحرم على العديد من دول العالم، وبالطبع القارة السمراء في المقدمة.

وعلى الرغم من أن السعادة أمر نسبي ويمكن للشخص أن يُسعد نفسه بنفسه، مهما كانت ظروفه قاسية أو موارده منعدمة، أو صحته «مكحكحة» من باب ابتعد عن الكآبة فإنها تقصف العمر..لكن الحقيقة المرة باتت هي الواقع واحتلت العلامة التي أصبحت ماركة مسجلة «111» وجوه البؤساء والمطحونين و المعدومين الذين أصبحوا يخشون أن يصنعوا الابتسام فتصاب وجوههم المتيبسة بالتشقق!!

أخبار ذات صلة

الابتسامة أصبحت للغالبية حلماً نترقبه في وجوه الشعوب المرفهة التي ارتكزت أسسها على دعائم قوية حمت الطبقات الوسطي من الانهيار والاندثار، ووفرت لمواطنيها حدودا للفقر والعوز، ودعمتهم بشبكة صحية وتأمينية وأخري للبطالة وغيرها مما أصبغ على حياتهم الآدمية اسما ومعنى، والشق الثاني للسعادة نراه على شاشات التلفاز إما للمسئولين الذين انفصلوا عن الواقع وحجبتهم قصورهم وأرصدتهم في البنوك عن الإحساس بمن دونهم في منظومة مختلة زادت الغني غنىً والفقير فقرا ..أو نراه في أفلام ومسلسلات لعالم أصبحنا نعتبره افتراضيا.

العلامة «111»، أصبحت رمزا وماركة مسجلة تغنيك أن تسأل شخصاً موصوماً بها عن جنسيته، ففي الغالب سينتمي لدولة بائسة من دول العالم وربما كان من أفريكانو!!

السعادة حالة كان يصنعها الشخص بنفسه وهو يتنفس فوق خط الفقر .. أما «المقبورون» أحياء فلا يحق لهم حتى الابتسامة.

نبضة: كلما نظرت في عينيك أحببت الدنيا وأيقنت جمال العالم.. وعندما أتحسس «جيوبي» الخاوية أخاف عليك من لعنة العلامة «111».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى