الحرب العالمية الثالثة.. هلع بات يصيب الملايين حول العالم بالفزع والرعب، وباتت هذه الجملة الثلاثية الكلمات الأعلى تداولا على محركات البحث، وتحولت إلى تريند عالمي له مدلولات صنعتها الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا.
العالم بات على حافة الهاوية والفضل في ذلك يعود بالطبع إلى سماسرة الحروب والأزمات، مروجي الفتن والشائعات، ومصاصي الدماء، الذين تنتفخ أوداجهم كلما تلطخت أيديهم وغاصت أرجلهم في بحور الدماء.
تركيا أطلقت الشرارة عقب موافقة البرلمان التركي على مذكرة تقدم بها الرئيس رجب طيب أردوغان للمجلس بإرسال جنود إلى ليبيا وسرعان ما دخل الأمر حيز التنفيذ، وتم الإعلان الرسمي عن تحرك القوات التركية إلى الجماهيرية العربية، الأمر الذي رفع حالة التأهب القصوى في المنطقة ودق ناقوس الخطر.
ومنذ الوهلة الأولي للتفكير في هذا التدخل السافر في شؤون دولة عربية، توجهت أنظار شعوب وحكام المنطقة والعالم لهذا الخطر الداهم وبات هو الشاغل الوحيد.
سرعان ما افتعلت الولايات المتحدة أزمة أكبر عبر مسرحية مكشوفة لافتعال حدث يلفت الأنظار بصورة أكبر ويصرفها عن الأزمة التركية الليبية، وكانت عملية تصفية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وآخرين بالقرب من مطار بغداد الدولي، لتشعل حرب التصريحات بين واشنطن وطهران، وتنذر بحرب عالمية طاحنة.
الحدثان الأكثر تأثيرا في المنطقة خلال الفترة القليلة الماضية أشعلا أسعار الذهب والدولار ويهددان بالكثير من الكوارث في حال – لا قدر الله- انطلقت شرارة الحرب في المنطقة.
الإصرار التركي الأمريكي على نزع فتيل الأزمات وتحويل الشرق الأوسط إلى كرة مشتعلة من النيران له أسبابه المنطقية، فترامب المطعون في رئاسته والذي يواجه العديد من الاتهامات للإطاحة به من فوق كرسي الرئاسة، يبحث عن أزمة مفتعله خارج الحدود تشغل الرأي العام الداخلية وتحد من قوة سيف المساءلة في نوع من المراوغة اللاأخلاقية.
أما أردوغان الأتراك صاحب السجل الأسود والذي خرق كل معاهدات حقوق الإنسان وانتهك أدامية شعبه واعتقال الآلاف من المعارضين، بالإضافة إلى اختفاء ما يقارب من عشرة آلاف قسريا في تركيا وغيرها العديد من الجرائم، فقد أصابه الغرور معتقدا أنه يستطيع أن يتوسع شمالا وجنوبا لإعادة أمجاد أجداده قدامي المحتلين.
ترامب وأردوغان وجهان لعملة واحدة يدفعان إلى إطلاق حرب عالمية ثالثة في المنطقة غير مدركين أنهما وشعوبهما أول من سيدفع ثمن هذه الفاتورة الباهظة.
باختصار.. اندلاع الحرب لن يكون في صالح أحد على الإطلاق فالجميع سيخرج منها خاسرا، فهل تستطيع دول الشر إشعال حرب عالمية كتلك التي أشعلتها ألمانيا النازية في القرن الماضي؟.. الأيام المقبلة، بل الساعات القليلة القادمة ستضع نهاية لهذه المخاوف نأمل ألا تكون مأساوية، فمازال بصيص الأمل يسقط في نفوسنا شعاع المستقبل، فهل تتحد دول العالم المحبة للعدل والسلام وإرساء مبادئ القانون الدولي لوقف هذه المهازل أم ينقسم العالم وتدق ساعة الصفر إذانا بحرب لا يعلم نهايتها إلا الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية