نون والقلم

زيارة للتاريخ

في حضرة التاريخ ، تختلط المشاعر بالعواطف والذكريات، وتسترجع صوراً وأحداثاً لا تزال تعيشها، وإن مضى عليها 45 عاماً. في اللحظة التي دخلت فيها إلى دار الاتحاد، عدت إلى الثاني من ديسمبر 1971، طالباً في الثانوية، يحمل جهاز «ترانزيستور»، الوسيلة الأفضل والأسرع في ذلك الوقت، راديو نقال، أنهى عصراً للإعلام الجامد، وجعل الحدث بين يدي من يملكه.

منه [bctt tweet=”رأيت المشهد وصفاً، زايد وراشد وحكام الإمارات يرفعون علم الاتحاد، في ساحة قصر الضيافة” via=”no”] التي أقف فيها اليوم، صباح الأحد الثامن من يناير 2017، كأني أرى ما لم أره في ذلك اليوم، أسمع صوت أحمد خليفة السويدي، يعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكم تمنيت أن أجده في المكان نفسه مع النخبة الحاضرة من رجال الزمن الجميل.

رواد رسمت السنون آثارها عليهم، وكانوا يقفون عند كل صورة ليتذكروا أين كانوا في تلك اللحظة، ويترحموا على الذين رحلوا، ويدعون للذين ما زالوا ينيرون طريقنا. كم هي جميلة هذه الوقفة التاريخية، في متحف الاتحاد، يبهرك الإنجاز العظيم، خاصة عندما يسرد بالأداة والصورة مسيرة لا يكررها الزمان كثيراً، ونشم رائحتهم، القادة المؤسسين، ونبتسم مع ابتساماتهم، كانوا فرحين بما أقدموا عليه، رأوه خيراً لإماراتهم ومواطنيهم، وأنجزوا صرحاً مشى في درب البناء والشموخ، رحمة الله عليهم جميعاً، وبارك في الذين حملوا اللواء من بعدهم، وأكملوا المسيرة.

في متحف الاتحاد، فكر قائد وجهد جهات وأفراد أخلصوا العمل حتى أنجزوا، [bctt tweet=”من حق محمد بن راشد أن يفخر بهذا الصرح، وأن يجمع وزراءه في المكان نفسه” via=”no”]، وفي أول اجتماع لهم في عام الخير، وأن يستضيف نخبة من جيل الاتحاد والأجيال اللاحقة، ولم ينشغل سموه بضيوفه، ترك المكان يتكلم، وقد أسمع كل بقعة كانت تهمس بحكاية من حكايات ذلك اليوم المشهود، وما سبقه وتلاه. هيئة الثقافة والفنون بدبي، تستحق الإشادة على ما قامت به، جعل الفكرة واقعاً، وأديبنا محمد المر، يؤكد حبه للتاريخ والتراث والإبداع، وقد اجتمع كل ذلك في متحف الاتحاد، تحت نظر صاحب الرؤية، رعاه الله.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى