ضمن فعاليات اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي :
سي إن إن تمتلك أكثر من 60 منصة مختلفة ومع ذلك تعاني من عدم تحقيق إيرادات
أكد روبرت برادلي، نائب الرئيس للاستراتيجية التجارية الرقمية «سي إن إن»، خلال جلسته في ثاني أيام منتدى الإعلام العربي، أن المؤسسات الإعلامية الكبرى تسابق الزمن من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية ذات الوتيرة السريعة مع الحفاظ على مبادئ ومعايير العمل الإعلامي المتعارف عليها من خلال تطوير استراتيجية متكاملة توازن بين الشقين المهني والتجاري للعمل الإعلامي وتسمح بتعزيز تواجد الفكر الابتكاري في كافة جوانبه.
وأضاف برادلي المتخصص في الشق التجاري من العمل الإعلامي، أن مؤسسة بحجم وقيمة «سي إن إن» تبذل جهوداً دؤوبة لتحقيق التوازن بين الرسالة الإعلامية كمفهوم نبيل ينبغي الالتزام به وبين الدافع التجاري المتمثل في تحقيق الإيرادات والأرباح، مبيناً أن المؤسسة طورت 60 منصة مختلفة لتقديم المحتوى وعلى الرغم من ذلك تواجه صعوبة في تحقيق أرباح.
ويرى برادلي أن إصرار «سي إن إن» على مواصلة جهودها الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الإبداع وتشجيع الابتكار في مختلف المجالات الإعلامية، يعد العامل الرئيس في نجاحها وتبوؤها هذه المكانة على المستوى العالمي، فضلاً عن كونه الضامن لاستمرار هذه الريادة، مشدداً على أن إدارة تدفق وتداول الأخبار عبر أكثر من 60 منصة هي عملية معقدة للغاية على كافة المستويات.
وأقر برادلي بأن تقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والفيديو البانورامي تعد مثالاً واضحاً للتدليل على قدرة الابتكار في دعم القطاع الإعلامي عبر رفده بخدمات وخواص تقدم قيمة مضافة عالية، موضحاً أن بعض الأفكار والوسائل المبتكرة التي ظهرت خلال الأعوام القلية الماضية شكلت دعماً كبيراً لعمليات التسويق والإعلان في المؤسسات الإعلامية ما سمح لها بزيادة العوائد وكسب شرائح جديدة من العملاء الراغبين في الإعلان عبر المنصات الرقمية.
وقال برادلي بوجود مجموعة كبيرة من التحديات التي تواجه القطاع الإعلامي في الوقت الراهن، موضحاً أن مواكبة السباق التكنولوجي وترويض التقنيات الحديثة لخدمة منظومة العمل بات الشغل الشاغل لكافة المؤسسات الإعلامية لا سميا في ظل التطورات السريعة، ضارباً مثالاً بما تم الكشف عنه مؤخراً بأنه سيتم بناء جسر في هولندا باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأردف أن استكشاف مجالات جديدة حول الاستخدامات المثلى لحزم البيانات الكبيرة أصبح حالياً من القطاعات الواعدة لما يقدمه من فرص لتنمية مدخول المؤسسات، موضحاً أنه من خلال دراسة هذه البيانات وتحليلها يمكن التعرف على توجهات الجمهور وسلوكياته المختلفة وبالتالي التواصل معه بشكل إيجابي وتقديم المحتوى الذي يناسب متطلباته إذ يوفر لكل متلقي على حدا تجربة خاصة.
ومن واقع خبرته المهنية، أكد روبرت برادلي أن عملية تحليل البيانات حتى وإن تمت باستخدام خوارزميات حسابية وتكنولوجيا رقمية، ينبغي أن تراعي الجانب الإنساني بحيث يتم التعامل مع البيانات على أنها مؤشرات لرصد السلوك البشري وفهمه وتأطيره وليس كمعاملات رقمية او حسابية فحسب، لافتاً أن عمليتي التسويق والإعلان من الممكن أن تستفيد بشكل كبير من نتائج هذه البيانات إذ يمكن تطوير أفكار غاية في الابتكار لاستهداف شرائح بعينها من الجمهور.
وأضاف برادلي أن مفهوم «الاستهداف في الوقت المناسب» الذي ظهر مؤخراً يعد شكلاً من الأشكال التسويقية التي نشأت في الأساس اعتماداً على نتائج تحليل البيانات الكبيرة وهو يعني التواصل مع فئة معينة من العملاء خلال وقت احتياجهم الفعلي لمنتج أو خدمة معينة ما يعزز من احتمالات الاستجابة للإعلان.
وصرح برادلي أن استراتيجية «سي إن إن» لتعزيز الابتكار في كافة منصاتها تدور حول عنصرين اساسين فهي من ناحية تسعى إلى تدريب العنصر البشري بشكل مستمر لصقل قدراته وملكاته المهنية والسعي إلى تبني التقنيات الحديثة ومزجها ضمن منظومة العمل، مشدداً بأن القدرة على استيعاب وقبول التغيرات أمر لا مفر منه في عالم تتوالد فيه المعلومات بسرعة لا تصدق.
واختتم برادلي حديثه بالتنويه إلى الأهمية المتزايدة لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة لـ «سي إن إن» في ظل ما يشهده موقع «سي إن إن – عربي» من نمو متواصل، فضلاً عن ارتفاع عوائد الإعلانات التجارية عاماً بعد عام.
يذكر أن منتدى الإعلام العربي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، وينظِّمه نادي دبي للصحافة بصفة سنوية.
ويهدف المنتدى إلى تحفيز الحوار البنّاء بين الإعلاميين العرب وتعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع، في حين يشجع المنتدى التواصل الإيجابي بين الإعلام العربي ونظيره العالمي لتوسيع دائرةالتعاون وتبادل الخبرات، علاوة على إيجاد الصيغ الداعمة لتطوير المُنتج الإعلامي العربي.