
رضا هلال يكتب: التوقيت الصيفي أربك المصريين
وبدأ التوقيت الصيفي في الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، كما خططت وقررت ونفذت حكومتنا الرشيدة، معلقة آمالا عريضة علي هذا التغيير أن يحدث التغيير المنشود في حال مصر والمصريين، وأن يبدل أمورهم للأحسن، وأن يحسن من أمورهم للأفضل، وخصوصا حال الجنيه المتأخر، فقالوا نتقدم ساعة يمكن ربنا «ينفخ في صورته» ويتقدم شوية على الدولار الذي يتعامل معنا كأنه في سباق سرعة في التقدم للأمام، أو حتى الصعود للأعلى فنظهر في منافسته «مكسحين» ولا حيلة لنا.
أو يمكن أي حاجة عندنا تدب فيها الروح شوية وتتقدم كتقدم التوقيت المسمى «التوقيت الصيفي» فيزيد الإنتاج الزراعي شوية ونستطيع أن نسد رمق المصريين من الأرز الذي يتقدم كثيرا حاليا مع تباشير الصيف بعد شتاؤه الذي صمد قليلا فيه، إلا أنه لم يستطع الصمود والبقاء عند «العشرة» التي لم يحفظها ولم يحفظ لها قيمة ولا عشرة، فقد صعد إلى ما فوق الـ30، وكأنه يقول لنا أنا من مستوى الدولار الأمريكاني وليس الجنيه المصراني فساواه في القيمة والقامة بل وتقدم عليه وكأنهما يلعبون معا «القط والفأر» ونحن وحكومتنا الرشيدة نشاهد المباراة بينهما وكأننا من بنها.
وهكذا هلم جرا وهي سباقات تجري حولنا وفي بيوتنا وأمام ناظرينا ونحن «نمصمص الشفايف» ولا نملك إيقاف هذه المهازل حتى التوقيت الصيفي الذي رفضه الناس من قبل فتم الغاؤه، فاستغلت الحكومة انشغال الناس في تقدم الدولار على الجنيه، والمكرونة علي دخل الموظفين، وبعدما كانت بجنيهات معدودة أصبح الكيلو بـ25 منه، عموما اهو حصل تقدم الوقت ولم يتقدم المصريون قيد أنملة للأمام، ولا حتى بخيالهم ليس لأنهم غير قادرين ولكن لأنهم يغطون في نوم عميق فصلوا على أن الفجر يؤذن الساعة 5 بدلا من 4 والشمس ستشرق بعد السابعة وليس السادسة ولم يفعلوا شيئا سوى أنهم ضحكوا وضربوا كفا بكف. وقاموا وتناولوا افطارهم، ثم عادوا وناموا.
ويظل الأمل قائما وهذه المرة بزغ شعاع الأمل عندي من هاتفي «جهاز الموبايل الخاص بي سامسونج نوت لايت 10» الذي يرفض بشكل مذهل أن يغير توقيته، أو أن يسمح لأحد أن يسرق منه ساعة أو أن يقفز عليها المدبولي وشركاؤه، رافضا كل محاولات ترويضه، وتعديل الوقت، فدفعته لابني خصوصا وأن الشباب يعرفون جيدا وأكثر منا كثيرا كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة أكثر مننا نحن العواجيز الذين عفا عليهم الزمن، ولكن هيهات، فما زال موبايلي صامدا على موقفه رافضا كل دعوات التقدم والتقديم، وهنا احترمته ورفعت له القبعة ليس لشيء إلا لأنه يحترم نفسه ويصر على التمسك بمبادئه، كما ويمنحنا درسا عمليا في كيفية الدفاع عن المبدأ ضد أي أحد يعتدي على قناعاتك؟ فهل نتعلم الدرس ونستفد شيئا منه؟ أم أن الدرس سيمر مرور الكرام كما مر عشرات الدروس غيره؟!! قول يا رب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية