
هل نحن حقا سعداء بأننا أدركنا رمضان؟ وفرحين بعبادة الصوم أم نعتبره عبء نسأل الله أن نؤديه على خير وهي عبادة نؤديها وربنا يقدرنا عليها.
لابد أن ندرك أن هناك فرق بين أداء وأداء، وصوم وصوم وصلاة وصلاة، وبين أرحنا بها وأرحنا منها، فالفرح والابتهاج بالعبادة والاستمتاع بأدائها شيء عظيم ومن صميم الإيمان وهذا هو الفرق بين عبد وعبد وصائم وصائم، فكلما وقر في القلب إيمان ورضا وحب كلما تغلل الله في تفاصيلك ودواخلك وثناياك، وهو أن تبتهج بأوامره وأن اختصك بعبادته، وتمتعض لمعاصيه وتكرهها، وعندها قد يصل إيمانك إلى درجة العليين، وأولياء الله الصالحين وأعلى من ذلك، فقد ورد في الأثر أن أحد الصالحين قال إنه يجد لذته في طاعة الله.
والابتهاج حالة روحية نفسية تنعكس على الجوارح، وكلما عبس عابس ولو كان متنسكا فاعلم أنه يعيد الله بمشقة وعلى مضض، والعكس بالعكس إذا ما وجدته مبتسما، بشوشا وجهه ضاحك، قلبه لين هين متسامح، فإنه قد اقترب من الإيمان الذي بريده الله تعالى وجاء به رسول الله صل الله عليه وسلم.
ولقد اعجبني ما قالته الخالدة التاكا حول الابتهاج الذي يتعمق في الروح والجسد.
فالابتهاج إنعاش لوهن الروح وجلاء صدأ النفس وإطلاق لقيد الجسد.
وهو حالة من الفرح العميق والسرور البالغ فيه يجد المرء نفسه خفيف الروح متقبلا الفكاهة، وخفيف الجسد قابلا للقفز والركض، تترافق هذه الحالة غالبًا مع مشاعر الانتشاء والرضا.
ويختلف الابتهاج عن الفرح العادي في كونه أكثر عمقًا واستمرارية، وقد يكون مرتبطًا بتحقيق إنجاز مهم، أو الشعور بالحرية، أو حتى المرور تجربة روحانية عميقة.
والابتهاج في علم النفس يمكن أن يكون حالة عاطفية إيجابية، تعكس مستوى مرتفعًا من الرفاهية النفسية، لكنه إذا كان مبالغًا فيه، فقد يكون أحد أعراض بعض الحالات النفسية مثل الهوس في الاضطراب ثنائي القطب.
وفي الفلسفة يرتبط الابتهاج بمفاهيم مثل السعادة والرضا الداخلي، وقد ناقشه الفلاسفة كحالة تحقيق للذات، أو توازن بين العاطفة والعقل، كما هو الحال عند أرسطو في مفهوم اليودايمونيا (Eudaimonia).
والابتهاج في اللغة والأدب يُستخدم لوصف حالات الفرح العارم، سواء في الشعر والأدب، أو في النصوص الدينية حيث يرتبط غالبًا بمشاعر الرضا الإلهي والسكينة الروحية.
ومن هنا يجب أن نعلم أن حب الطاقة يولد الفرح بها وكلما كانت حالة الرضا أعلى نصل بها الى الابتهاج ليكون حالة تتعمق في الجسد والروح.
ونخلص إلى أن الابتهاج هو حالة فرح عميق ومؤثر، تتجاوز الفرح العابر لتصل إلى مستوى من الانتشاء النفسي والروحي.
فرحين بما أتاهم الله من فضله صدق الله العظيمة
وغدا يجمعنا ومضة رمضانية جديدة بإذن الله