دنيا ودين

رضا هلال يكتب: إن وصلت إلى الصيام فقد أُجيبت دعوتك

ومضات رمضانية: 

إن أدركنا رمضان وبدأنا الصيام فهذا مؤشر جيد على شيئين مهمين جدا أولهما أن الله فضلك كثيرا عمن انتقلوا إلى الرفيق الأعلى قبل حلول الشهر الكريم وثانيها أن الله قد استجاب لدعائك فنحن جميعا ومنذ أيام قد تمتد لشهر أو شهرين وربما أكثر لدى الصالحين ندعو الله تعالى أن يبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، فأنا وأنت والحمد لله لا من الفاقدين أو المفقودين، واستجابة هذا الدعاء وبلوغك الشهر الكريم فضل ونعمة منم الله تعالي تستحق الشكر والتقدير.

وهنا السؤال كيف نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة التي منَّ الله علينا بها وهي من نعم كثيرة لا نستطيع أن نعدها أو نحصيها ولكن أفضل النعم والفضائل هي أن منحك الفرصة لعبادته، والصيام عبادة من الفئة الأولى كما نعلم ونقول، وهو من العبادات العظيمة التي استأثر بثوابها عنده لعبده دون غيرها من العبادات، «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» وهذا الصوم لا بد أن يكون إيمانا واحتسابا بالقلب والروح والجوارح، حتى تتحصل على ذلك الثواب العظيم.

وسر رمضان ليس في سهولة الطاعات فأجواؤه مشحونة ومهيأة للعمل الصالح والطاعات، ولكن التحدي الأكبر في رمَضان في ترك المُحرمات، فلو ركز المسلم في يومه سيجد أن الأجواء كلها مُشجعة على الطاعة، المساجد تعج بالمصلين، والذي كان يخرج مسرعا بعد أداء الصلاة تجده ممسكا بالمصحف وصاحب الصوت العالي والكلام البذيء تجده يردد دائما «اللهم إني صائم» وهؤلاء هم أصحاب القلوب السليمة الراغبون في بلوغ رمضان، وهنا فالموضوع مُشجع عكس الأيام العادية.

إذن فالتحدي في اجتناب شياطين الإنس، والتلفزيون، والموبايل «فيس بوك والإنستجرام وغيرهما» من برامج لا يخلو من مشاهد تخرجك من حالة رمضان، وعلى أقل تقدير فإنها تضيع وقتك فيما لا يفيدك خلقيا ودينيا.

إضافة إلى تحدٍ من نوع آخر وهو السيطرة على سلوكك ولسانك وانت صايم واجتناب الغيبة والنميمة.

كل ذلك يجعل من الصيام الذي رغبت فيه ودعوت الله أن يبلغك إياه لابد أن يكون بتلك المواصفات متجاوزا كل تلك التحديات، وعندها أستطيع أن أقول لك.. لقد نجحت استراتيجيتك ونلت ما كنت تتمنى.

وغدا يجمعنا لقاء جديد…،

redahelal@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى