نون والقلم

رانيا أبو الدهب تكتب: جامعات الطفل ومستقبل مصر

تشرفت بدعوة كريمة من جامعة كفر الشيخ. بحضور فاعليات حفل استقبال الجامعة 100 طفلًا من المشتركين ببرنامج جامعة الطفل في افتتاح المرحلتين الرابعة والخامسة لمشروع برنامج جامعة الطفل. وذلك تحت رعاية الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس الجامعة والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

جامعة الطفل، عبارة عن برنامج تبنته أكاديمية البحث العلمي بهدف التنقيب عن المواهب والنوابغ في مرحلة التعليم قبل الجامعي، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر، التي تم إطلاقها عام 2014.

هذا البرنامج تم إطلاقه في الكثير من الدول الأوربية بمسميات مختلفة، وبالتالي تبنته الأكاديمية بالتعاون والشراكة مع كل الجامعات المصرية سواء كانت حكومية أو خاصة أو أهلية، وبعض المراكز البحثية. حيث تم العمل في المشروع عبر أكثر من 27 جامعة مصرية حكومية وخاصة.

ويخضع الطلاب من سن 9 سنوات إلى 15 سنة لأنشطة تعليمية مثيرة. تبدأ الأنشطة خارج اليوم الدراسي العادي داخل مباني الجامعة المجاورة. ثم تمتد تحت نفس المظلة في المدارس؛ قبل المدرسة وأثناء الغداء وبعد المدرسة. وأثناء عطلات نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية.

ولا أخفي سعادتي البالغة بل ودهشتي أيضاً بوجود مثل هذا البرنامج بين أحضان وأروقة الجامعات الحكومية المصرية. وكم كانت الحاجة تنقصنا لوجود برنامج ومشروع وطني حقيقي لاكتشاف وإبراز المواهب المصرية خاصة بين الأطفال. حيث الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة والقيادة السياسية للاهتمام بالأطفال والنشء.

السبب الثاني لسعادتي بهذا المشروع كونه يوضع ويقر بأيدي وعقول مصرية، وبطريقة علمية ممنهجة؛ حيث وضعت أكاديمية البحث العلمي من خلال المشرفين على البرنامج، والمدير التنفيذي للبرنامج بالتعاون مع مجموعة من أفضل الخبراء المصريين وخبراء من الاتحاد الأوروبي، مناهج جديدة ومبتكرة في مجالات محددة للأطفال. كما تم التنسيق على هذه المناهج مع الجامعات المصرية المشاركة في البرنامج. إذ تتبنى الجامعات المصرية تنفيذ هذا البرنامج حيث تفتح المعامل الخاصة بها للأطفال لإجراء تجارب عملية على أرض الواقع. كذلك توفر الأكاديمية دعم مادي للجامعات المشاركة من أجل توفير مستلزمات التجارب ومستلزمات البحث العلمي للتلاميذ.

إننا في حاجة كبيرة للتوسع في مثل هذه البرامج والمشروعات التي تهتم بالعناية بالمواهب ورعايتها، وكنت أتمنى أن يكون هناك مزيد من الترويج لمشروع جامعات الطفل، وذلك في سبيل تعميق الاقتصاد المعرفي، والابتكار، كما أن مثل هذا النوع من التعليم غير التقليدي يعمل على تنمية الوعي العام والعلمي للأطفال في المراحل السنية المختلفة كحاضنات غير تقليدية لاكتشاف المواهب ورعايتها.

الأهمية الثانية لمشروع جامعات الطفل، وضرورة التوسع بها خاصة على مستوى الأقاليم والمحافظات البعيدة عن المركز في القاهرة. أنها تعمق الوعي الوطني العام لأطفال تلك المحافظات والأقاليم. وتنفي فكرة التهميش، وتعمل على اكتشاف الكنوز المغمورة في أطفال تلك المناطق الذين يمتلكون مواهب فطرية كبيرة.

إن جامعات الطفل طريق مهم يجب الاهتمام به من أجل الحفاظ على مستقبل مصر، ومستقبل مصر هم أطفالها، أباء وأمهات الغد، حفظ الله أطفالنا، حفظ الله وطننا، وتحيا مصر.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى