نون والقلم

ذكريات جراند أوتيل في القمة العربية

قمة عربية استثنائية بمنظور إيجابي في ظل ظروف عصيبة تمر بها المنطقة العربية، عدد القادة المشاركين غير مسبوق  للنظر في مشكلات هذه الأمة والبحث عن علاج وبناء آمال جديدة للمنطقة العربية .

ودور إستثنائي للمملكة الأردنية الهاشمية في استضافتها وتنظيمها لرأب الصدع العربي وما حملة عاهلها من إيجابية وجهود جبارة لإنجاح القمة وما حملته في طياتها لتكون مختلفة عن سابقاتها.

فعلا استقبال حافل لجميع الوفود وإجراءات أمنية منظمة وتعامل راق من قبلهم لتسخير جميع الأمور للمساعدة في إنجاح الحدث .

ولكن هنا أتطرق الى تجربة فريدة مختلفة عن أروقة القمة وهي ذلك الصرح الكبير الذي تعجبت عند بوابته وهو يحمل إسم فندق جراند إيست لأظن لوهله من اسمه انه شبيه بجراند اوتيل من فلم «الإجازة الاخيرة» .

بعد ترجلي من سيارة مرسيدس التشريفات ودخول الفندق ذي البهو الواسع سألت موظف الاستقبال عن غرف المساج فإبتسم وقال كله موجود لأخذ مفتاح الغرفة والابتسامة تعلو ثغري ولكن لا احد يحمل حقائبي وفِي الطريق طاردت انفي روائح غريبة لم أعرف مصدرها  ، لأدخل تلك الغرفة المتواضعة لتُذكر أمثالي انها مهمة عمل وليست فسحة.

وفِي اليوم التالي اكتظ الفندق بالصحفيين، هنا وهناك وفِي كل ردهة تراهم وكل صوب ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن طاولات البهو فارغة فلا يوجد من يخدمهم الا موظفين ارهقتهما كثرة الطلبات ليباغتني أحدهما  يا استاذ معتادين على ٧ ضيوف وليس مئات !!

إنها كبوة فنزلت بعد إعداد التقرير لأتناول الغذاء حاملا أوراقا صغيرة يتم تسليمها عند الباب الرئيسي تسمح لي بهذه الوجبة  وإذا بزميل يفاجئني بمسح رأسي ويقول القطن يملأ «صلعتك» فتذكرت تلك الفوطة المترهلة فقلت لا عليك فإذا بي أواصل الطريق الى المطعم لأتفاجأ بطابور يفوق طابور مطعم انتركوت الشهير وفِي عز مواسمه فبعد انتظار و المعدة تعتصر اجد إطباقا فارغة لإنتظر اكثر وإذا بالجرسون يحضر أطباقا تمنيت لو كتب عليها ليست للآدمي، هي مجموعة ألوان فوق بعضها بلا طعم وسلطات بلا نكهة فتذكرت ان هذا عمل ويتوجب الجهاد الإعلامي فتناولت البطاطس الموجودة، ولا عشاء لأن البطاقات المسلمة للغداء فقط ورحت ابحث عن مطاعم ليرشدوني عن مجمع تجاري قريب لأخرج مع زميلين لي في  باص فارغ بحجم ٥٠ راكبا الى ذاك المجمع الذي به صيدلية ومحمصة لأصبر نفسي بالفستق !!

بركة السباحة جميلة  في الجراد أوتل كتب عليها ممنوع الاقتراب لأرجع وسط جموع الاعلاميين الجوعا الى الغرفة لأتناول عشائي بعد يوم حافل وأطلب المنيو الغير موجود ليحضر الموظف ذلك الدفتر  المجتمع من ورقات مطبوعة حديثا وملصوقة بدباسه وكأنه منيو جديد خاص بالمناسبة للوفود وانظر في قائمة الطعام بأسعارها المبالغة جدا لأتذكر أني في جراند أوتيل الشهير !! وهنا عرفت تقدير واحترام الاعلام العربي !!

والملفت في بهو الفندق ان اغتررت بنفسي لتوافد القنوات التلفزيونية بالجموع للقائي وعمل مقابلات خاصة لأكتشف سبب الاهتمام وهو لباسي الخليجي فتعجبت من ندرتهم حولي . . فأين يقطنون !!! هنا لا أقصد التجريح بالنشامى ولكن يبقى الصحفي عينا ولسانا. .ولكن مازلت انتظر المنسف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى