نون والقلم

د.هويدا عزت تكتب: الوجه الآخر للبيروقراطية

منذ أن صيغت كلمة بيروقراطية، وجهت لها العديد من الانتقادات، باعتبارها غير فعالة وغير مرنة. فبالنسبة لمعظم الناس، كلمة بيروقراطية لها دلالات سلبية منها الفشل الإداري، التعقيدات المكتبية، والجمود وعدم التغيير.

وتعود نظرية البيروقراطية (Bureaucracy) إلى عالم الاجتماع الألماني ماكس ويبر (1864- 1920)، وقد وصف النظرية البيروقراطية بأنها نشاط مؤسسي يتضمن تخصص عمل، وتسلسل هرمي محدد للسلطة، ومجموعة من الإجراءات والقواعد الرسمية، وتفاعل موضوعي لا يقوم على العلاقات الإنسانية والشخصية، واختيار للموظفين وتقدم وترقية تقوم على أساس مبدأ الاستحقاق.

ولو نظرنا إلى الأسس التي بنى عليها (ويبر) نظريته لوجدنا أنه ركز على عناصر هامة وأساسية لكي تكون تلك النظرية ناجحة بكل المقاييس، وقابلة للتطبيق في أي تنظيم إداري، ومن تلك العناصر ما يلي:

– الخبرة والمهارة والتأهيل هي أساس اختيار القائد.

– وجود إجراءات وخطوات محددة ومنسقة مسبقًا.

– الاختيار الأمثل لمن ينفذ هذه الخطوات من المرؤوسين في أداء العمل.

– مبدأ أن لا وقت في العمل إلا للعمل.

إلا أن الاستخدام الخاطئ لمفهوم البيروقراطية جعلها تفتقر إلى روح المبادرة، والإبداع، وتتلاشى فيها فاعلية الاجتهاد، والتطوير.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع البيروقراطية فإن طبيعة الإدارة وأهدافها، وبياناتها المختلفة تتطلب نوعًا من البيروقراطية، فهي تنظيم نموذجي من المفروض أن يؤدي إلى إتمام العمل على أكمل وجه.

وتعتبر البيروقراطية أفضل وسيلة لتنظيم أعداد كبيرة من الناس الذين يعملون معًا من أجل تنفيذ نفس الهدف، ولكن الإفراط في تطبيق البيروقراطية هو أمر ينبغي الحذر منه، ففي حقيقة الأمر أن السلبيات التي تحيط بمفهوم البيروقراطية تتعلق بكيفية تطبيق النظرية وليس النظرية نفسها.

باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى