علينا أن نراقب ما سيحدث في قطر خلال هذا الشهر، حيث تستضيف الدوحة بطولة العالم للجمباز، وسوف يشارك في هذه البطولة العالمية ثلاثة لاعبين إسرائيليين، سيأتون من إسرائيل للمشاركة في البطولة، وهم «آرتيم دولغوبيات» و«آندري ميدفيدف» و«ألكسندر شاتيلوف».
التحدي الآن يكمن فيما يلي: إذا فاز أي لاعب إسرائيلي بميدالية في هذه الألعاب فسوف يحتم ذلك على السلطات القطرية الالتزام بالأعراف الرياضية، عبر رفع العلم الإسرائيلي تكريمًا للدولة التي جاء منها الفائزون. أما إذا كان الفوز بميدالية ذهبية، فإن ذلك لا يعني رفع العلم الإسرائيلي فقط، بل أيضًا عزف السلام القومي الإسرائيلي (هاتيكفا) أمام الحاضرين وعدسات الإعلام.
طبعًا لا أظن أن لدى النظام القطري مشكلة في ذلك، لكن المشكلة الحقيقية تكمن فيما يلي: هل ستقوم قناة «الجزيرة» القطرية بتغطية الخبر وإفراد تقرير له تمامًا كما فعلت حينما شاركت فرق خليجية في بطولة رياضية في القدس؟ إذ أقامت «الجزيرة» – التي تبث تقاريرها من وسط تل أبيب- الدنيا ولم تقعدها، واعتبرت أن الدول التي شاركت منها فرق رياضية قد قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل أم أن «الجزيرة» سوف تصمت وتخنس، خصوصًا أن الإسرائيليين هم من سيكونون على أرض الدوحة وليس العكس؟
أما المشكلة الأخرى فهي في عناصر تنظيم «الإخوان» في الخليج العربي والوطن العربي: هل يا ترى سوف يصب هؤلاء جام غضبهم على النظام القطري ويعتبرونه من بين الأنظمة «المتصهينة» بحسبما دأبوا على فعل ذلك بتوزيع الأوصاف والاتهامات على الحكومات العربية؟ أم أن هؤلاء أيضًا سيبحثون عن أقرب جحر يختبئون فيه؟
أيام قليلة وسنعرف ما سوف يحدث، وفي جميع الحالات، أتمنى ألاّ يفوت الإعلام العربي هذه المناسبة، وأن يرصد ما سوف يحدث في الدوحة.
