د. محمد مبارك يكتب: مقابلة ظريفة مع ظريف!
كنت يوم أمس أتابع مقابلة صحفية أجرتها إليزابيث بالـمر محررة شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. كان محور المقابلة هو تبعات العقوبات النفطية الأمريكية على النظام الإيراني. يقول ظريف إن العقوبات النفطية القادمة سوف لن تترك أثرًا في الوضع الإيراني، وذلك لأن الأثر قد حدث فعلاً حتى قبل انطلاق هذه العقوبات، وقد تشبث ظريف بالسياسات المتبعة من قبل النظام الإيراني، موجهًا رسالة إلى الرئيس الأمريكي مفادها أن العقوبات سوف لن تغير سياسات بلاده.
يقول ظريف إن بلاده سوف تستمر في التمسك بالاتفاق النووي طالما أنه يصب في مصلحة بلاده، وأن الأوروبيين يتجاهلون الدعوات الأمريكية إلى مقاطعة إيران، ويعملون أيضًا على إيجاد سبل لتلافي العقوبات الأمريكية، إلا أن ظريف لم يشرح لقناة سي بي سي أن الأوروبيين لم ينجحوا أساسًا حتى هذه اللحظة في تلافي العقوبات الأمريكية، ولم يتمكنوا من حماية شركاتهم أو إقناعها بالبقاء في إيران، وهو ما يعني أن العقوبات الأمريكية فعالة، وأن النظام الإيراني يخسر كل يوم، لأن حقيقة الأمر هي أن العشرات من الشركات قد غادرت الأراضي الإيرانية وأعلنت إيقاف نشاطاتها لأنها لا تريد أن تخسر السوق الأمريكية أو لأن العقوبات التي سوف تقابل بها من طرف الأمريكيين لا طاقة للسوق الإيرانية بتعويضها!
إلا أن ما لفت انتباهي أكثر في تلك المقابلة هو أن محررة قناة سي بي إس الأمريكية وجهت سؤالاً إلى ظريف حول العلاقات السعودية الأمريكية في أعقاب مقتل جمال خاشقجي. واللافت في الأمر أن ظريف قد تفادى الحديث عن المملكة العربية السعودية، وتجنب الحديث عن خاشقجي، وركز على أن السياسات الأمريكية في المنطقة ليست صحيحة. إلا أن قناة سي بي إس، وفي إطار ترويجها للمقابلة الصحفية مع ظريف، قالت إن مقتل خاشقجي يلقي الآن بظلاله على جدوى العلاقات الأمريكية مع السعودية، رغم أن ظريف لم يتطرق إلى ذلك في تلك المقابلة!
نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية