نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: مؤامرة خاشقجي الإخوانية!

وجَّه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى العاصمة السعودية الرياض أمس، والتقى خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من بومبيو أن يذهب إلى المملكة العربية السعودية سريعا ليلتقي بالعاهل السعودي، وخلال هذا اللقاء، شكر بومبيو القيادة السعودية على ما اتخذته من إجراءات للمساعدة في كشف ما حدث للإعلامي جمال خاشقجي في تركيا.

من الناحية السياسية، فإن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال وزير خارجيتها إلى الرياض ليقدم شكره إلى القيادة السعودية على دورها وموقفها من القضية محل التحقيق، يعني باختصار أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتعامل مع المملكة العربية السعودية الآن كطرف متهم في الموضوع، بل كطرف مساعد ومساند على كشف الحقيقة، وهناك فرق شاسع بين الحالتين.

الولايات المتحدة الأمريكية لديها من عناصر الاستخبارت ومصادر المعلومات الكثير حول العالم، ومن دون شك، فقد وردتها تقارير استخبارية تتضمن معلومات حول ما حدث في تركيا من أمور تحيط بقضية اختفاء خاشقجي، وتؤكد أن المملكة العربية السعودية لا يد لها فيما جرى، بل إنها هي المستهدفة. وتعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن كل التسريبات والشائعات والتقارير والفبركات الإعلامية التي انطلقت عبر الإعلام الأمريكي تارة، والإعلام القطري الإخواني تارة أخرى، ليس سوى جزء من عملية الاستهداف الإعلامي المنظمة التي واجهتها السعودية، وأن هناك أشخاصا وجماعات أعدوا العدة الإعلامية لهذه القضية، وكانوا مستعدين للحظة انطلاقها.

قضية خاشقجي تنتهي الآن بفشل من نفذوها في تحقيق مآربهم. لقد كانوا يريدون الإيقاع بالمملكة العربية السعودية وسط سلسلة من المواقف الدولية والإجراءات، وكانوا يريدون النيل من القيادة السعودية والإساءة إلى رصيدها الإصلاحي وتشويه صورتها دوليَّا، إلا أن كل ذلك سرعان ما سقط، وانتهى، لأنه أساسا لم يكن حقيقيَّا.

ويبقى أن نشير في النهاية إلى مزيد من الانكشاف والتعرية والسقوط الذي ألم بعناصر تنظيم «الإخوان المسلمين» في الخليج العربي، وخصوصا الإعلاميين والكُتاب منهم، حيث التزموا على مدار أسبوعين الصمت المطبق، ولم يساندوا المملكة العربية السعودية بكلمة واحدة (وهي ليست في حاجة إلى مواقفهم الخائبة)، لكن ذلك كان مناسبة جيدة للمقارنة بين مواقفهم الخائنة تجاه السعودية اليوم، ومواقفهم الحزبية العميلة حينما تراجعت الليرة التركية فانتفضوا يدافعون عن الحزب الحاكم ويصفون ما حدث بالمؤامرة!.. وسوف نفرد لهذا الأمر حديثا.

نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى