نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: عملية حفتر

يبدأ المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي عملية لتحرير طرابلس الليبية من سطوة المليشيات الإرهابية والمتطرفة التي سيطرت على المدينة نتيجة سقوط النظام الليبي ومقتل معمر القذافي على يد المجموعات «الإخوانية» المسلحة الممولة من النظام القطري.

وبمجرد الإعلان عن تلك العملية التي من المتوقع أن تضع حدًا كبيرًا للمجموعات الإرهابية في ليبيا وتنهي سنوات من سيطرة المتطرفين عليها، توالت ردود الأفعال بشكل صاخب، وكشفت عن المصالح المستترة في ليبيا والعناصر المتربحة أو المتضررة في هذا الشأن.

أخبار ذات صلة

بريطانيا سارعت إلى التهديد بمجلس الأمن، وأصدر النظام القطري بيانًا يحذر فيه مما أسماه «التصعيد العسكري» في ليبيا، والأمر سيان بالنسبة إلى تركيا. أما أمين عام الأمم المتحدة السيد أنتونيو غوتيريس فقد طار سريعًا متجهًا إلى ليبيا للقاء المشير خليفة حفتر في محاولة لثنيه عن المضي قدمًا نحو تحرير طرابلس، وقد فشل في مهمته وعاد أدراجه دون اتفاق، وبعدها بساعات قليلة أعلن الجيش الليبي تحركه الفعلي نحو مطار طرابلس وانطلاق ما أسماه العمليات «الفعلية».

لكن اللافت في الأمر كله، هو خروج قيادات تنظيم «الإخوان المسلمين» الكبرى تصرخ على وسائل التواصل الاجتماعي وتصب لعناتها ودعواتها الفارغة على الجيش الليبي وقياداته، وتدعو بالنصر لمن أسمتهم «شباب ليبيا»، والمقصود بذلك طبعًا هم عناصر الجماعات الإرهابية التي اجتاحت ليبيا وقسمتها وحولتها إلى مرتعٍ لكل من يحمل السلاح ضد الدولة.

عملية حفتر تعد غاية في الأهمية، لأنها باختصار شديد تهيئ لليبيا وشعبها الأرض والمقومات اللازمة للعودة إلى دولة قادرة على الاستمرار وبعيدة عن سيطرة الإرهاب ولديها القدرة على إطلاق عمليات الإعمار والتنمية والعودة بشكل قوي كدولة عربية فاعلة، لا كما يريدها «الإخوان»، دولة فاشلة وموطئ قدم لإرهاب دول الجوار.

mubarak_bh@yahoo.com

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى