نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: خاشقجي !

سارعت قناة «الجزيرة» القطرية إلى إعلان خبر قامت بصياغته يتحدث عن اختطاف الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، ثم ما لبثت أن أعلنت مقتله، ثم راحت تبث أطنانا من التفاصيل حول طريقة مقتله، وجاء من بين ما روجت له «الجزيرة» أن خاشقجي قتل وتم تقطيع جثته. ووقعت القناة القطرية بين هذا وذاك في كم كبير من التناقض والكذب، كما سقط مذيعوها في نفس التناقض عبر تغريداتهم التي بثوها على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم سرعان ما قاموا بحذف تغريداتهم واحدة تلو الأخرى. لقد استعجلوا كثيراً، كما كشفت تغريداتهم أنهم كانوا متأهبين لإعلان نفس الخبر والتفاصيل بنفس التناقضات والأكاذيب. حدث كل ذلك قبل أن يصدر عن الجهات الأمنية الرسمية في تركيا أي تصريح أو تقرير رسمي!

ومع انكشاف كم التناقضات الذي وقعت فيه القناة ومذيعوها، والخيوط التي بدت واضحة تربط هذه القناة بجهات أخرى على صلة باستعدادات إطلاق مسرحية كبرى عنوانها «خاشقجي»، لم تجد القناة مفرا من تصعيد لهجتها والمضي في بث الأكاذيب المنقولة (بحسب زعمها) عن «مصادر»، تارة مصادر أمنية غير معروفة، وتارة مصادر صحفية أو إعلامية غير معروفة أيضاً، وهات يا أخبار وتقارير مكذوبة وتلفيقات كلها تصب في اتجاه محاولة إلصاق تهمة تصفية الصحفي خاشقجي بالمملكة العربية السعودية، وإشعال فتنة في هذا التوقيت لأهداف وأغراض محددة.

ولأن السيناريو الذي وضعته الجهة التي تقف خلف مسرحية خاشقجي كان هزيلاً ضعيف الحبكة، فإنه سرعان ما سقط وانكشف بجهود بسيطة من رواد التواصل الاجتماعي. الشعب السعودي هب بقوة لفضح المؤامرة التي حيكت ضد بلاده، والشعوب الخليجية هي الأخرى فزعت للمملكة العربية السعودية، فكان انتصار العقل والمنطق على التلفيق والتزوير انتصاراً سهلاً.

بصمات تنظيم «الإخوان المسلمين» ومن يدعمه ويقف خلفه تبدو واضحة وضوح الشمس في كبد السماء على كل جوانب هذه المسرحية، وهنا ينكشف الخبث والمكر اللذان يرتكز عليهما التنظيم، ومعهما قدر الخسة والدناءة وانعدام الأخلاق والضمير. إنهم مستعدون لفعل أي شيء وكل شيء للوصول إلى غاياتهم، وأعني هنا عناصر تنظيم «الإخوان» الذين يناصبون جميع الدول العربية التي لا تسير في فلك توجهاتهم العداء وروح الانتقام والتشفي.

سوف تنكشف جميع عناصر هذه المؤامرة قريبا، وذلك لأنها سقطت منذ بدايتها، وعلى يد المرتزقة الذين كانوا ينتظرون صافرة البداية.. البداية التي انطلقت متسرعة في التوقيت الخاطئ جدا!

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى