د. محمد مبارك يكتب: النظام القطري يصرخ داخل زجاجة مغلقة!
لماذا قام النظام القطري باعتراض طائرتين مدنيتين إماراتيتين متجهتين إلى مملكة البحرين؟ وما الذي يمكن أن يستفيده النظام القطري من تنفيذ عمل على هذه الدرجة من الخطورة والعدائية؟ سيناريوهات عدة يمكن تناولها في هذا الجانب، وخصوصًا أن النظام القطري يقترب خلال أشهر من إتمام سنة من أزمته مع دول التحالف الرباعي، شهدت خلالها الدوحة تهاويا في أسهم البورصة، وتخفيضًا لتصنيفها الائتماني، وهروبًا للمستثمرين، وأزمة في السيولة دفعت الدوحة إلى بيع أسهمها في مؤسسات مالية عالمية.
السيناريو الأول هو أن النظام القطري، بسبب استشعاره خسائره المتوالية اقتصاديًّا، وما قد يترتب عليها من خسائر سياسية تهدد قدرته على البقاء، ولأنه لم يعد يملك ما يخسره بسبب وضعه الضعيف أساسًا إقليميًّا ودوليًّا، أراد أن يستجلب حلفاءه، سواءً في تركيا أو في إيران، بشكل أعمق إلى المنطقة من خلال القيام بعمل استفزازي ضد البحرين والإمارات، ربما يؤدي إلى رد فعل عسكري من الدولتين، أو من إحداهما على الأقل، ليكون ذلك هو المبرر الذي تبحث عنه الدوحة لإطلاق يد حلفائها الإيرانيين والأتراك في المنطقة، وبما يحول الوضع إلى مواجهة عسكرية بين دول التحالف الرباعي والنظام القطري وحلفائه.
أما السيناريو الثاني، فهو أنه في ظل حالة الإهمال والنسيان التي يقابل بها النظام القطري من قبل دول التحالف الرباعي التي انشغلت تمامًا عن الملف القطري بملفات إقليمية ودولية، وباتت لا تكترث للنظام القطري وأزمته، وتركته يعاني وحيدًا، ويصرخ داخل زجاجة محكمة الإغلاق، فإن النظام القطري قام بهذا الفعل العدائي باستهداف خطوط الملاحة الجوية واعتراض طائرات مدنية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يريد أن يجبر دول التحالف الرباعي على إعادة ملف قطر على طاولة المنطقة وعلى أجندتها التي تهتم بها. يريد النظام القطري أن يصرخ بصوت عال قائلاً أنا هنا فلا تنسوا أزمتي والتفتوا إليَّ قليلاً. يريد النظام القطري أن يصور للعالم ولدول التحالف الرباعي أن ملفه مازال مهمًّا، في حين أن الحقيقة باتت عكس ذلك تمامًا.
ولذلك؛ تعاملت دول التحالف الرباعي مع هذه المحاولة القطرية اليائسة الرامية إلى العودة إلى الأجندة الإقليمية بمنتهى الحكمة، من خلال القنوات القانونية المتاحة، وليس من خلال التجاوب مع محاولات التصعيد القطرية، ليبقى بذلك النظام القطري يصرخ وحيدًا داخل الزجاجة!
نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية