ربما نكون على موعد خاص جدًا مع اقتراب شهر أكتوبر القادم، وأتحدث هنا عن مؤتمر قمة ينعقد في الولايات المتحدة الأمريكية ربما في الثاني عشر من أكتوبر ويتم فيه إعلان تشكيل حلف «ناتو» أمريكي عربي، يشمل دول مجلس التعاون الخليجي ومعها جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، طبعًا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لمحاربة النفوذ والسلوك والإرهاب الإيراني في المنطقة.
ورغم أنه ليس من المؤكد بشكل قطعي إعلان التحالف العسكري الأمريكي العربي في أكتوبر المقبل، فإن الملاحظ هو أنه يأتي قبل وقت قصير من بدء سريان الحزمة الثانية والأشد من العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني مع بداية نوفمبر المقبل، والتي تتمثل في العمل على تصفير واردات دول العالم من البترول الإيراني. وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل الآن على دمج العقوبات الاقتصادية مع خطوات أخرى تتمثل في الجانب العسكري، وذلك لأن العقوبات الاقتصادية وحدها ربما لا تكفي لتحقيق الأهداف المطلوبة فيما يتعلق بردع السلوك الإيراني.
إلا أن المهم في المسألة، وربما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، هو أن تعلم بأن النظام القطري الذي سوف يكون عنصرًا ضمن هذا التحالف، قد بدأ منذ الآن انتقاد الخطوة الأمريكية بتشكيل «الناتو» الأمريكي العربي، بل وراح يتوقع فشله. إن هذا هو ما تقوم به قناة «الجزيرة» القطرية حاليًا، وآخره ما قامت بنشره يوم أمس 10 أغسطس على موقعها الإنجليزي، حيث وصفت هذا التحالف المرتقب بأنه «محتوم الفشل»!
ولذلك، قد يكون من المهم عمليًا مراجعة الحكمة من وجود النظام القطري في هذا التحالف، وهو المعروف بعلاقاته العميقة مع النظام الإيراني، بل وشراكته معه في الكثير من أعمال الإرهاب التي ضربت المنطقة العربية.
