نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.. من المتضرر؟

صنفت الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له على قائمة المنظمات الإرهابية. ومنحت الخارجية الأمريكية في كلمة ألقاها مايك بومبيو مهلة سبعة أيام قبل تطبيق القرار، وهو ما يعني فترة سماح لكل من تربطه علاقة اقتصادية أو مالية أو تجارية بالحرس الثوري الإيراني أو المؤسسات التابعة له، كي يقوم بالتخلص من هذه العلاقة، لأن ثمة عقوبات أمريكية تنتظر من يتعامل مع الحرس الثوري الإيراني من الآن فصاعدًا.

وفي الوقت الذي كانت فيه بلادي مملكة البحرين أول الدول مساندة لهذا القرار غير المسبوق من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك نظرًا إلى ما عانته البحرين من إرهاب وقتل وتخريب وتدخلات مصدرها الحرس الثوري الإيراني على امتداد أربعة عقود من الزمن، وفي الوقت الذي كانت فيه المملكة العربية السعودية مساندة لهذا القرار أيضًا، انطلاقًا من الدور الكبير الذي تلعبه الشقيقة الكبرى في حفظ الأمن والاستقرار والسلام في العالم، فقد انبرت ما تسمى «حركة حماس» مسارعة إلى استنكار القرار الأمريكي وإعلان معارضته. السلوك «الحمساوي» ليس غريبًا، ولا جديدًا، لكن من المهم دائمًا أن نذكِّر القارئ بأن هذه المنظمة الإرهابية، وأعني «حماس»، هي جزء أصيل لا يتجزأ من تنظيم «الإخوان المسلمين»، وموقفها التابع والمساند للنظام الإيراني والحرس الثوري وفيلق «القدس» وبقية المنظمات الإرهابية الإيرانية التابعة للمرشد الإيراني الأعلى هو ذاته موقف تنظيم «الإخوان المسلمين» في كل مكان.

ولذلك، فإن موقف «حماس» هو موقف التنظيم الدولي للإخوان، وهو موقف الجماعات «الإخوانية» في دول الخليج وفي سائر الوطن العربي. بمعنى آخر، وبمنتهى الوضوح، «الإخوان» والحرس الثوري الإيراني وبقية منظماته الإرهابية، شركاء في الخطط والأهداف والمواقف بشكل متطابق وتام، وبينهم تفاهمات عميقة جدًا، وبالنسبة إليهم فإن دول وحكومات الخليج العربي ومن بعدهم دول وحكومات الدول العربية الأخرى هي أهداف تعبر عن أطماعهم السلطوية في الحكم.

إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ليس ضربة قاصمة للنظام الإيراني فقط، بل لتنظيم «الإخوان» معه أيضًا.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى